رجل الساعة، بكلِّ موقفٍ تلقاه، وقائد مسيرة ومؤسس قاعدة وطن، وقتما يتكلم تلمع الكلمات، وقتما يتحرك تستقيم الأمور، عندما يأمر لا رجعة في أمرهِ، بهذا اليوم وبكلِّ يوم سواء الآن أو غدًا مادمت بهذه الحياة لن أتوقف عن رثائك، هذا عهد ووفاء والوفاء كان شيمتك يا رمز الوفاء، خليفة بن سلمان طيب الله ثراك.. يتفجر القلب بالشجن، كلما تذكرتُ رفقتك بأخطر مرحلة مرَّ بها الوطن كان حديثك ليس كالأحاديث العابرة ونظرتك البعيدة، كان شغفك بالبحرين وولعك بالأرض وحبك الإنسان، شلال يتدفق بالولاء والوفاء للوطن.

تذكرتك اليوم وأنا أرجع بالذاكرة وقتها، حيث كانت تهفو إليك القلوب والأفكار والرؤى عن مشاعر انبثقت حين شعرنا بالموت قاب قوسين أو أدنى من ضياع الوطن وغصت الحلوق وجحضت الأعين خوفاً على البلاد، روعت أمهاتنا وارتعد أطفالنا ورأينا التساؤلات في عيونهم، ولا نعرف كيف نهدئها، كنا نشيح بأنظارنا بعيدًا حتى لا يرى أولادنا الدمعة في أعيننا، كنا نطمئن أولادنا ونحن أكثر فزعًا منهم، كان الاحتراق قاب قوسين، كنا مكتئبين حتى أنني لم أعبر يومًا تلك الشوارع التي كنت أقطعها يومياً ولم أرتد مجمعا تجاريا أو مرفقا من مرافق الدولة لا خوفاً ولكن غصة اختنقت بها وأنا أرى بلادي قد اختطفت خلال شهر دامٍ.

كنت أرى الحياة والمستقبل والعودة إلى الجذور والفجر الذي يشرق من خلال نظرتك الهادئة الواثقة بمجلسك. اليوم رأيت الوطن بسلام وأمن وازدهار كما رأيتهُ أنت بتلك الساعة الحالكة، فلنتذكر تلك الوقائع لنعرف اليوم بذكرى الأربعين فضلك، فمعك لم نشعر باليأس وكنت تحتضن مشاعرنا بمجلسك وكنا نستمد منك الثقة والصبر والتماسك والأمل.

كانت نظرتك البعيدة تجسد تلك القوة الكامنة بأعماقك تستمد صلابتها من جذور تجاربك التي خبرتها طوال عقود كشجرة سنديان ثابتة، هذا أنت خليفة بن سلمان، واليوم بعد زوال الغمة أتذكرك بهذه الساعة وفي هذا الشهر لأقول لولاك لما نعمنا بهذا الازدهار. لك السكينة والسلام في الفردوس الأعلى خليفة بن سلمان.

تنويرة: الانتظار الطويل لا يقفل باب الحظ.