الفشل والنجاح... الكلام والعمل، لا يمكن الفصل بينهما، كثيرًا ما تعمل وتجتهد وتفنى بالشغل وتفشل، لكنه ليس نهاية الطريق، وكثيرًا ما تتكلم وتثرثر وتنجح، وهو أيضًا ليس طريق النهاية، مفارقة قد توجه الإنسان في الحياة وتؤثر في مساره، لكن النتيجة تبرهن على موقفك وحكمتك وتصرفك، فليس الفشل نهاية وليس النجاح نهاية، لكل منهما أدواته التي تتحكم بالنتائج النهائية، فبقدر ما تكون المعادلات ديناميكية بقدر ما يكون النجاح والفشل رهنا بحالة مؤقتة يمكن أن تتغير في أي وقت، وفي رأيي الاحتفاظ بالنجاح أصعب من الوصول إليه، فبقدر ما يكون طريق النجاح سهلاً في وقت ما لكنه يتحول لكابوس عندما لا تستطيع الاحتفاظ به، لدرجة قد تفضل الفشل على الاحتفاظ بالنجاح وهذه مفارقة زمنية ومكانية.

موسم الاستحقاقات يُصنع بالأزمنة الصعبة، بوسطِ التحديات تكمن الفرص لا على طريقة تجار الحروب الذين يستغلون الأزمات ويثرون بكثير من ألوان الاحتيالات، كتخزين البضائع وإخراجها وقت الضائقة بأسعار مضاعفة مرات، ولا بطريق استغلال الأزمات والاتجار بالسلع ومنها البشر، لكن الاستحقاقات التي تُولد النجاح هي تلك التي تُولد من رحم التحديات بتفعيل العقول وتشغيل الذكاء لتحويل الصعاب إلى وسيلة لبلوغ النجاح، ففي الوقت الذي أفلست فيه شركات ودول وأفراد بسبب طاحونة كورونا، بالمقابل أثرَت شركات ومؤسسات ودول وأفراد لنفسِ السبب وفي مقدمتها مراكز البحوث والدراسات الطبية وشركات إنتاج اللقاحات والأدوية وهذه حتى قبل شهور من موجة كورونا كانت أسهمها بالحضيض وبعضها كانت تعاني أسهمها في البورصة، منها شركة ماديرنا التي قفزت للواجهة مع كثير من شركات الأدوية العالمية.

لم يكن ذلك ليحصل لولا هذا الوباء الذي هبط بخيره كذلك على مصانع القفازات والكمامات والمعقمات وغيرها التي جاءتها فرصة من حيث لم تتوقع، وهذا ما قصدته بقولي إن النجاح والفشل يأتيان بوقت الأزمات ويخلقان فرصة غير متوقعة، كيف يمكننا الاستفادة من هذه الأزمات؟ ليس بالاحتيال والاستغلال، وإن كان النجاح في كثير من الطفرات بحاجة لهذين العنصرين، فالعالم منذ خلق الكون كان قائمًا على الاستغلال والاحتيال وأحيانا توضع قوانين دولية لتنظيم هاتين الآليتين، بل ويتم تشريع القوانين لتمرير الاحتيال مثلما فعلت كثير من الشركات الدولية باستغلال وباء كورونا.

على صعيد الفرد منا يكمن النجاح أو الفشل في حزمة الذكاء 50 % وفي حزمة الحظ 50 %، هل توافقون على ذلك؟ مجرد تخمين.

تنويرة: الصمت وقت الضوضاء أبلغ تعبير عن الرأي.