العدد 4439
الأربعاء 09 ديسمبر 2020
banner
رائد البصري
رائد البصري
المنظمات دائمة التعلم
الأربعاء 09 ديسمبر 2020

إن المنظمات دائمة التعلم هي تلك التي تتغير بشكل مستمر وتتطور وتتقدم بشكل دائم، وذلك بالتعلم من تجاربها وخبراتها التي تتكون من خبرات أعضائها. والمنظمة المتعلمة هي التي ترتكز على مقومات أساسية محورها ثقافة المؤسسة وقيمها التي ترتكز على العناصر الآتية:


1. المعلومات وأهميتها في التعلم.
2. روح الفريق وأهميته في التعلم الجماعي الذي يضاعف التعلم الفردي.
3. التمكين وهو الذي يحرر العامل من أي قيود تمنعه من التعلم والمشاركة.
4. المشاركة التي هي جوهر عملية التعليم والتعلم.
5. والقيادة التي تحمل الرؤية نحو مؤسسة متعلمة متطورة باستمرار.


إن الحديث في أدبيات الإدارة يدور حول موضوع المنظمة المتعلمة، وهذا من أهم المفاهيم الإدارية المعاصرة التي تعزز موضوع التعلم وتستثمره من أجل التجديد المستمر والتطوير. وقد أصبحت عملية التجديد، والتغيير حتمية ولا مناص منها في منظمات القرن الواحد والعشرين. وهنالك دراسات عدة انتهت، والمحصلة “إما أن تجدد أو تقهقر” و “إما أن تجدد أو تتبخر”، وتدل على أن المنظمات التي تتجاهل عملية التغيير والتجديد والتطوير، فإن مصيرها إلى زوال، نتيجة التطورات المتسارعة، وما تحمل من متغيرات عالمية سياسية واقتصادية واجتماعية وتكنولوجية وسوقية لا ترحم من يرضى بحالة الاستقرار والرضا بالوضع الراهن.


والتعلُم يتطلب معلمين ومتعلمين، ونرى أنهم العاملين الذين يواجهون واجبات جديدة؛ منها المعرفة والمهارة والمعلومة وتداول هذه المكاسب للاستفادة منها، كما يتوجب على العامل الآن تحمل المسؤولية وروح المخاطرة وتحمل الوقوع بالخطأ، لأن الخطأ هو مصدر من مصادر التعلم، فيتعلم ويعلم الموظف من خلال التعلم من الأخطاء، والتعلم من التجارب، والتعلم بالممارسة، والتعلم من الاستعمال، والتعلم من تجارب الآخرين، والتعلم من القراءة، والتعلم من الإصغاء، والتعلم من التفكير والعصف الذهني، والتعلم من توجيه الآخرين وتعليمهم. وأخيرا فإن التعلم والتعليم مقومات أساسية لمن يريد أن يكون متمكنا ومتسلحا بروح المبادرة والمرونة والتكيف.


لذلك وجب على المنظمات التي تريد أن تحمل طابع “منظمات دائمة التعلم” أن تفتش في أركان جوانب الموظف وتعمل على استثماره من خلال التدريب، وورش العمل، والمشاركة الجماعية التي تؤدي إلى جني أرباح رأس المال الفكري بشكل مميز، حتى تستطيع هذه المنظمات الوقوف بسوق العمل كما يجب أن تكون.


المنظمات دائمة التعلم تعتبر أنَ ميزتها التنافسيَة تحددها سرعة تعلم القوى العاملة بصورة تتفوَق بها على المنظمات المنافسة الأخرى.


كما أن هذه المنظمات تسعى دائمًا لتحدي النماذج العقليَة التقليدية التي تعتمد على تنميط الذهنية، تلك النماذج التي تمنع تغيير بعض السلوكيات والقواعد والقيم والتي قد لا تناسب مع البيئة المنفتحة والطموحة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .