العدد 4430
الإثنين 30 نوفمبر 2020
banner
مارادونا وما أدراك...
الإثنين 30 نوفمبر 2020

يتفق معي الجميع على أن موكب جنازة الأسطورة مارادونا كان مهيبا بمعنى الكلمة، حيث تفاجأ الجميع حول العالم بهذا الحشد الكبير في مراسم تشييع جنازته، ولم نتوقع قط هذا الحب الكبير ولم نكن نتوقع أن تقوم حكومة بلاده بإعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام! ولا حتى وضع جثمانه في القصر الرئاسي لإلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل الشعب الأرجنتيني! ولولا جائحة كورونا لزحف الشعب الأرجنتيني عن بكرة أبيه، حقًا تقشعر الأبدان من المنظر وموقف الحكومة كان مشرفًا جدًا وأعتبره ضربة معلم حيث تستحق رفع القبعة. هذا الموقف الرائع بالطبع سيقابله تقدير واحترام وولاء الشعب لقيادته وسيتذكره الشعب لأعوام طويلة، ولا أريد هنا أن أكتب عن إنجازات هذا اللاعب الفذ أو الأسطورة كما يلقب، فقد صال وجال في ملاعب كرة القدم وحقق ألقابا له شخصيًا ولوطنه، واعتبره النقاد الرياضيون من النوادر التي خلقتها الملاعب الكروية.

ما أود ذكره هنا على عجالة أن الجميع يحصل على فرصته في المساهمة وتمثيل بلاده أحسن تمثيل متى ما حصل على الدعم اللازم، فالأبطال مثل مارادونا وميسي وبيليه على سبيل المثال وليس الحصر يعتبرون كنوزا نادرة ويجب على حكوماتهم المحافظة عليهم والتفاخر بهم، فهؤلاء حققوا أمجادا وفخرًا من خلال تحقيق منتخبات بلادهم أفضل النتائج والألقاب عالميًا ونحتوا أسماء دولهم من ذهب، فمن وجهة نظري المتواضعة كل إنسان باستطاعته أن يترك له بصمة أو مساهمة فعالة، والرياضة بجميع ألعابها موقع لذلك، ولا شك في أن كرة القدم تعتبر اللعبة الشعبية الأولى في العالم، إلا أن ذلك لا يعني أن الألعاب الأخرى لا نجد فيها أبطالًا، في المقابل ومن المؤسف حقًا وأنا أتناقل خبر وفاة الأسطورة مارادونا عبر وسائل التواصل الاجتماعي كتبت عبارة "رحمة الله عليه" لأحد الأشخاص وإذا به يلومني ويعاتبني بقوله إن ذلك لا يجوز إلا إذا كان المتوفى مسلمًا! وبصراحة شديدة شعرت بالاشمئزاز لهذا الرد غير العقلاني، فالإسلام بريء من هؤلاء الذين لا يفقهون في الدين شيئا، لكنني فضلت عدم الرد عليه لأنه وكما قال أدولف هتلر "لا تجادل الأحمق، فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما".

تاريخنا الرياضي مليء بالمواهب الفذة التي تألقت في مختلف الألعاب الرياضية وحفرت اسمها واسم مملكتنا الغالية في المحافل الخليجية والعربية والإقليمية، وبشهادة الجميع هم مثال يحتذى به رغم الإمكانيات المتواضعة إذا قارنا الأمر بأشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي. فبعض الرياضيين لم ينالوا التكريم اللائق عند اعتزالهم، وبعضهم حظي بالتكريم بفضل جهود فردية من قبل بعض الشخصيات ومجالس إدارات أنديتهم والباقون لم يلقوا التكريم المطلوب. ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أنه من الضروري وضع نظام أو آلية واضحة المعالم تطبق على جميع الرياضيين وتشرف على هذا النظام وزارة شؤون الشباب والرياضة وليس الأندية، حيث إن إمكانيات بعض الأندية ضعيفة ولا ترتقي إلى الإنجازات الرياضية التي حققها هذا الرياضي، وبذلك نكون قد حققنا العدالة والإنصاف للجميع.

وعودة إلى الأسطورة مارادونا، فقد تداولت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حلقة تلفزيونية عرضت مسبقًا في تلفزيون البحرين ومن إعداد وتقديم مذيعة بحرينية، إذ ذكرت أن مارادونا استطاع أن يغير من عاداته السيئة فقط عندما جاء إلى العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة وبدأ بتناول الأكلات الشعبية مثل اللقيمات والهريس والثريد وغيرها! تصوروا يا جماعة هذا الطرح، هل هذا مستوى الشعب البحريني المعروف بثقافته ووعيه منذ القدم؟ والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية