+A
A-

"الشارقة الدولي للكتاب" يفتح صفحة جديدة من فصول المعرفة العربية والعالمية

في مشهد ثقافي متجدد، يروي فصلاً من فصول المعرفة العربية والعالمية، تحضر ثقافات وإبداعات أكثر من 73 دولة عالمية على أرض إمارة الشارقة في انطلاقة فعاليات الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث يجسد على أرض مركز إكسبو حتى 14 نوفمبر، الشعار الذي اختاره (العالم يقرأ من الشارقة)، إذ تحولت قاعات وردهات المركز إلى مساحة حوار ترفع فيه الدور والمؤسسات المشاركة أعلام بلادها على قاعدة تعرض أكثر من مليون كتاب.

دورة استثنائية كان جمهور الثقافة والأدب على موعد معها صباح الأمس )الأربعاء(، بشرت سوق صناعة الكتاب والمعرفة في العالم بتعافي رواده ومؤسساته والعودة إلى تنظيم كبرى معارض الكتب في العالم، فالمعرض الذي جسد نموذجاً لتجربة المعارض الهجينة خلال مرحلة كورونا ومستقبلاً، يقدم إصدارات أكثر من 1024 ناشراً عربياً وأجنبياً على أرض الواقع، ويحتفي بتجارب ومشاريع 60 كاتباً وأديباً ومفكراً، عبر سلسلة من جلسات تقام لأول مرّة في تاريخ المعرض (عن بُعد) عبر منصة "الشارقة تقرأ" التي تم إطلاقها لتستضيف جميع الفعاليات الثقافية التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب (عن بُعد).

وبأعلى معايير الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تنسجم وجهود دولة الإمارات في الحدّ من انتشار فايروس كورونا، تمضي فعاليات المعرض، ويتوافد الزوار بأقنعة الوجه ووفقاً للإرشادات التي عممتها إدارة المعرض، حيث وفّرت هيئة الشارقة للكتاب ماسحات حرارية على مداخل المعرض، كما ستعمل وبشكل يومي على تعقيم صالات وردهات وأروقة المعرض لمدة 5 ساعات، وحرصاً على سلامة الناشرين وضعت سلسلة من الإجراءات الخاصة التي تحقق المستويات اللازمة من  التباعد الجسدي وتضمن وعدم الاختلاط المباشر.

وبمناسبة انطلاقة الحدث، أكد سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب أن خيار تنظيم الدورة التاسعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي الكتاب لهذا العام، يجسد مكانة المعرفة والعلم والإنتاج الإنساني في مسيرة الإمارة نحو التنمية الشاملة والعادلة، بتوجيه ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث يؤكد سموه أن الإنسان المتمكن بالمعرفة والمطلع على تجارب الآخرين وإنتاجهم الفكري، يشكل جوهر التنمية وصانعها وغايتها. 

وأشار العامري إلى أن حجم مشاركات الناشرين من مختلف بلدان العالم، يؤكد على حقيقة تاريخية هامة وهي أن المعرفة كانت ولا تزال نافذة الأمم نحو النور والحرية والتقدم، وأن الكتاب بما يمثله من رمز للحضارة سيظل يستقطب الجمهور حوله متجاوزاً حدود الجغرافيا واللغة أو تلك التي تصنعها الظروف الطارئة، وسيظل أداةً لا خلاف عليها لبناء مجتمعات متفوقة بأخلاقها وإبداعها. 

وقال العامري: "في مرحلة ما قبل المعرض كان أمامنا الكثير من الخيارات، فاخترنا الخيار الذي ينتصر للحياة والوعي والإرادة الإنسانية، فتنظيم المعرض بآليته الاستثنائية، يشير إلى قدرة المجتمعات على ابتكار أشكال جديدة لممارسة حياتها والاحتفاء بمنجزاتها المختلفة، وبشكل خاص المنجزات الثقافية والمعرفية التي تمثل بحد ذاتها أداة لتجاوز الأزمات، وهو خيار يشكل نموذجاً للمعارض والفعاليات داخل الدولة وخارجها على حد سواء". 

وتابع العامري: "لقد عزز معرض الشارقة الدولي للكتاب مكانته وحضوره عبر مسيرته التاريخية، فأصبح جزءاً من الذاكرة الجماعية للجمهور داخل الدولة أو القادم من الوطن العربي والعالم، ومكاناً للقاء والتفاعل الاجتماعي والتعرف على عادات وثقافات الشعوب المختلفة، هذه المكانة للمعرض جعلته حدثاً سنوياً ينتظره المثقفون ومحبو المعرفة، تنتظره العائلات لقضاء أوقات مثمرة مع أبنائها، ينتظره الكتاب والأدباء والشعراء والناشرون بشغف، وهذا هو الإنجاز الأكبر الذي حققه المعرض وسنظل نحرص على تعزيزه في كل عام" 

وأضاف العامري: "لقد اتخذت هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع الجهات المعنية في الإمارة كافة التدابير الوقائية اللازمة وبأعلى المعايير، لكن الرهان الأساس يبقى على وعي جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تجمعنا به تجربة عريقة أثبت خلالها التزامه العالي بالمسؤولية الاجتماعية وحرصه الشديد على نجاح الفعاليات الوطنية". 

وسيكون زوّار العرس الثقافيّ على موعد مع نخبة من الكتّاب والأدباء والمفكرين العرب والأجانب، حيث يحلّ على الحدث الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والكاتب الروائي المصري أحمد مراد، يرافقهم الراوي د. محسن الرملي، والمخرجة والمؤلفة لينا خوري، والكاتب الكويتي مشعل حمد. 

وعلى صعيد الأدب والثقافة الأجنبية يشارك هذا العام المحاضر العالمي في تطوير الذات الأمريكي برنس إيا، والمؤلف ورائد الأعمال الأمريكي روبرت كيوساكي، إلى جانبهم يحضر كلّ من الكاتبة النيوزلندية لانغ ليف، والكاتب البريطاني إيان رانكين، والكاتبة الكندية نجوى ذبيان، والمؤلف الكندي نيل باسريشا، ويرافقهم الكاتبة الإيطالية إليزابيتا دامي، والكاتب الهندي رافيندر سينغ، والدكتور شاشي ثارور من الهند، وآخرين. 

وسيحظى زوّار المعرض بفرصة حضور ثمان جلسات حوارية ينظمها الحدث بعدة لغات أجنبية تجمع حولها نخبة من الكتاب والمثقفين الإماراتيين مع كتّاب وأدباء أوروبيين من إسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا، وغيرها، جاءت ثمرة لزيارات ولقاءات نظمتها الهيئة مع عدد من المؤسسات الثقافية الكبيرة حول العالم.     

وفي خطوة تدلّ على مدى اهتمام المعرض بثقافة الأجيال الجديدة، تعاونت الهيئة مع وزارة التربية والتعليم لعقد جلسات خاصة للطلاب تتيح الفرصة أمامهم لالتقاء الكتّاب والمفكرين والمبدعين بشكل مباشر عبر برامج التواصل المرئي. 

وينظم المعرض عدداً من ورش العمل الافتراضية المتخصصة بمهارات وفنون تقديم محتوى إعلامي وإبداعي ضمن فعاليات (محطة التواصل الاجتماعي) التي تعرض برنامجها كاملاً على منصة "الشارقة تقرأ" للجمهور من كافة الفئات العمرية، عبر التسجيل على الرابط التالي  : Sharjahreads.com

رفع معايير الكتابة وفتح مجال التواصل مع كبار الأدباء العالميين

أكد الروائي الكويتي أحمد الرفاعي أن معرض الشارقة الدولي للكتاب، أحد الروافد الأهم للحراك الثقافي في العالم العربي، مشيراً إلى أن الأدب العربي يحتاج إلى منصة كبيرة مثل المعرض لرفع معايير إنتاج أعماله، وفتح الأفق أمام رواده للتواصل والحوار مع أدباء كبار عربياً وعلمياً.

جاء ذلك خلال جلسة عقدت (عن بعد) عبر منصة (الشارقة تقرأ)، أدارتها إيمان بن شيبة، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 39، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة، خلال الفترة من 4 وحتى 14 نوفمبر الجاري، تحت شعار "العالم يقرأ من الشارقة".

وكشف الروائي خلال الجلسة عن أحدث إصداراته الأدبية، معلناً عن روايته الجديدة "وطن عمري" التي تتحدث عن شاب يقف على قارعة الطريق ليبيع بعض المأكولات التي تطهوها والدته، من أجل الحصول على قوت يومه.

وأوضح الكاتب أن روايته الأخيرة تعتبر الأكثر نضجاً من بين إصداراته، كونها جاءت عقب تجربة أدبية أصدر خلالها ثلاث روايات، حملت الأولى عنوان "تعبت أشتاق"، وجاءت الثانية بعنوان "عيونك آخر آمالي"، فيما حملت الثالثة عنوان "كشفوا سر الهوى".

وتطرق الكاتب إلى بدايته الأدبية في العام 1985، حينما قدم مسلسله الإذاعي "مع ماما أنيسة" الذي تحول لاحقاً إلى برنامج تلفزيوني، مشيراً إلى أنه قدم مؤخراً مسلسل "الأميرة كهرمان ومدينة السلام"، الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل.

وبيّن الرفاعي أن العمل الإذاعي أثرى رصيده الفكري، إذ مكّنه من الاطلاع على أسرار كتابة الدراما العربية، نظراً لتعامله خلال تلك الفترة مع عددٍ من كبار المخرجين والممثلين في الكويت مثل داود حسين، ومنى شداد، إضافة إلى شغفه بالقراءة بهدف زيادة رصيده اللغوي والثقافي، فضلاً عن تأثره بكبار الكتاب العرب.

وفي رده على سؤال حول الهواجس التي يعيشها الكاتب قبيل شروعه بالعمل الروائي، بيّن الرفاعي أنه لا يشعر بمثل هذه الهواجس، نظراً لاندماجه وعيشه أحداث كتاباته، وتقمصه لشخوص الرواية على اختلافها وتناقضاتها، مستشهداً بقراره تأجيل كتابة روايته الرابعة "وطن عمري"، بسبب شعوره بأنه كان لا يزال يعيش أحداث ومشاعر مسلسله الإذاعي الأخير.

واختتم الرفاعي الجلسة بتوجيه نصيحة إلى الكتّاب العرب الصاعدين، حثهم فيها على إثراء رصيدهم اللغوي، وزيادة معارفهم بالمفردات، وطرق توظيفها، والإلمام بالمعايير الصحيحة للكتابة الروائية، ومحاولة الحصول على مؤهل أكاديمي في هذا المجال، والتوجه إلى الدورات المتخصصة في الحالات التي يتعذر فيها الالتحاق بالمؤسسات الأكاديمية، ومواصلة مطالعة وقراءة الروايات، والأدب، والعلوم، والشعر، للتعرف على مختلف الأساليب الكتابية.

عربات

قد يتساءل الزائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ39 ما الذي تحمله عربات القرّاء الذين تزدان بهم أروقة الحدث، ما هي العناوين التي يرغبون في قراءتها؟، وما هي أذواقهم؟ هل هي رواية وديوان شعر؟ أم دراسة نقدية وفكرة تركها مؤرخ رصد بعين الخبير تفاصيل مكثفة للحياة. 

وخلال هذا التجوّل، نظرنا إلى عربة القارئة "إيمان الكردي" التي جاءت للمعرض في يومه الأول برفقة ابنتيها (البيسان وسيرين)، متسائلين عن رغباتهم القرائية، ومكانة المعرض في نفوسهم، حيث أشارت إلى أن زيارة المعرض بالنسبة لها طقس سنوي تحرص على تكراره برفقة أبنائها، لأنه يشكل حالة ثقافية استثنائية في دولة الإمارات والمنطقة العربية. 

وقالت الكردي: "أحرص على ألا أفوت هذا الحدث المهم، ودائماً ما آتي إليه برفقة أبنائي فهم مثلي شغوفين بالقراءة، وتلفتني العناوين المميزة خاصة تلك التي تتطرق للمواضيع التنموية والتربوية وما يتعلق بالأسرة، وسعيدة بمستوى التنظيم المثالي الذي يحتفي بالزوّار ويعكس حرص المنظمين على سلامتهم وراحتهم". 

وتابعت: "أنا أترك الحرية لأبنائي لاختيار العناوين المفضلة لهم، فهم يحبون قراءة الروايات الغامضة وفنون الكوميكس والكاريكاتير، وأؤمن بأن زيارة المعرض ينمي وعي الأجيال الجديدة وتقدّم لهم المعارف جميعها على تنوعها، وهذا بالنسبة لي عامل مهم وضروري في تنشئتهم، ونشكر الشارقة على هذا الحدث الذي يعتبر المنصة التربوية الأهم للأجيال". 

ولفتت الكردي إلى أن دور النشر تحمل على رفوفها تنوعاً كبيراً في العناوين ما يثري رغبات وخيال القارئ، موضحة أن الأطفال عندما يعتادون على زيارة معارض الكتب تلازمهم ثقافة القراءة ويصبح الكتاب رفيقهم في جميع تفاصيل حياتهم. 

أثر الكتابة المسرحية وأدب الجريمة على واقع المجتمعات

ضمن باقة الجلسات الحوارية الافتراضية، التي ينظمها للمرة الأولى في تاريخه بعدة لغات، وتجمع نخبة من كتاب وأدباء حول العالم، عقد معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي انطلق أمس )الأربعاء( تحت شعار"العالم يقرأ من الشارقة"، ويستمر حتى 14 من نوفمبرالجاري، جلسة حوارية (عن بعد) بعنوان "الكتابة كمهنة جديدة".

واستضافت الجلسة التي أدارتها ليلي محمد، مؤلفة الروايات البوليسية البريطانية كارين ميلي جيمس، والمخرجة والكاتبة المسرحية اللبنانية لينا خوري، تطرقتا خلالها إلى أثر الرواية البوليسية، والأعمال المسرحية على المجتمعات، لا سيما في ظل الأزمات التي تشهدها العديد من الدول، خاصة في ظل جائحة كورونا وتداعياتها على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والثقافية.

وتطرقت ضيفتا الجلسة إلى أهمية كتابة الروايات البوليسية وأدب الإثارة، والكتابة المسرحيّة، في ملامسة هموم أفراد المجتمعات، وزيادة معارفهم حول خبايا الأزمات وأسرارها، وكشف الأحداث التي تدور في مجتمعاتهم من خلال قالب روائي أو عمل مسرحي، يقود الجمهور إلى التفكير في الأحداث التي تحيط به.

وأوضحت كارين جيمس أن الجائحة، منحتها متسعاً من الوقت لمواصلة تأليف روايتها البوليسية الثالثة، وأكدت أن انتشار جائحة كوفيد 19 وتداعياتها دفع الكثير من الكتّاب إلى استئناف مشاريع الكتابة والتأليف، كما أخضع الجميع إلى إعادة تقييم الأوضاع الراهنة، وما يحدث يومياً من فقدان أشخاص لحياتهم جراء الفيروس، وإصابة آخرين به، يقود إلى إعادة التفكير بالسلوكيات والأولويات في الحياة، ويفرض على الجميع تقدير الفرص والنعم.

وشددت كارين على دور الأفراد في المجتمع، وأهمية ما يقدمونه عبر أعمالهم المختلفة، كالكاتبة التي تتناول قضايا ذات تأثير على واقع الناس، وتسهم في زيادة وعيهم، وتثري معارفهم حول قضايا تمس أسرهم وواقعهم، كجرائم أصحاب المهن الراقية، والجرائم المالية، والمعاملات العابرة للحدود، التي تناولتها في رواياتها الثلاث.

وحول أدواتها في تأليف الرواية البوليسية، بينت الكاتبة أنها تركز على الجانب الأخلاقي المستند إلى مبدأ الجريمة والعقاب، وأن المجرم يجب أن ينال عقابه، بالإضافة إلى محاولتها إبراز الزوايا النفسية التي تقود إلى ارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها.

وأكدت أن التخصص في مجال أدب الجريمة، يتطلب بحوثاً متعمقة لا ترتبط بالجانب المالي فحسب، بل بمختلف التأثيرات، والتداعيات، كما يتطلب بعداً إنسانياً يدفع إلى إظهار الجانب الأخلاقي، للمساهمة في تعزيز وعي المجتمع، وإظهار الآثار السلبية الكبيرة الناتجة عن أفعال مرتكبي الجرائم.

وشددت كارين على ضرورة معرفة المؤلف ما يكتب، وأن يكتب ما يعرف، مستشهدة باستفادتها من واقع تجربتها في عالم الأعمال المختصة بالشركات القانونية.

لينا خوريبدورها عزت لينا خوري تراجع العمل المسرحي والسينمائي في لبنان على وجه التحديد، إلى الظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، مشيرة إلى أن المسرح والسينما من الأدوات المهمة في طرح القضايا المجتمعية، ووضع التصورات والحلول المتوقعة لها.

ووصفت خوري الكتابة المسرحية بالمهنة الأصعب، التي تحتاج إلى ظروف مواتية، يصاحبها أدوات مهمة كالبعد الزمني، خصوصاً عند تسليط الضوء على أزمة معينة، أو جائحة، كونها تحتاج إلى معالجة كاملة ونظرة شاملة، لتجنب الوقوع في الخطأ الذي يعتبر كارثياً في الأعمال المسرحية ذات التوجه المجتمعي.

وأشارت إلى أن الأوضاع الراهنة التي يعيشها العالم، يضاف إليها الأزمات التي يمر بها لبنان، تفرض على المعنيين بأدب المسرح اللبناني تحديات كبيرة، تحول دون توفير العناصر والأدوات المطلوبة للإبداع والتأليف والعرض المسرحي.

وفي ردها على أهمية الكتابة المسرحية، بينت أن لديها شغف بالعمل المسرحي، غير أنها لا تباشر بالكتابة إلا بعد أن تجيب على مجموعة من التساؤلات التي تطرحها على نفسها، وتتضمن لماذا أقوم بهذا العمل؟، وما هي رسالتي التي أود إيصالها إلى الناس؟، وما أهميته وارتباطه بواقع المجتمع؟

واختتمت خوري حديثها بالقول: "المسرح يعني لي رسالة وطريق نحو تعزيز الوعي الثقافي والفكري في المجتمع، والنجاح الذي أحققه يقاس بمدى التأثير الإيجابي للعمل المسرحي على الناس، ومدى مساهمته في خلق حالة من الوعي والإدراك لواقع معين أو أزمة ما، أو حالة فساد".

أساسيات الأمن الإلكتروني عبر شبكة الانترنت 

استضافت فعاليات الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي انطلقت صباح أمس الأربعاء، في مركز إكسبو الشارقة جلسة افتراضية نظّمتها محطة التواصل الاجتماعي عبر منصة "الشارقة تقرأ"، عرّف خلالها الخبير التقني أحمد عبد الغني بأهم الأساسيات المتعلقة بالحماية الإلكترونية وخصائص الأمن التقني وغيرها من المعارف.

وتناول عبد الغني، مدير أول لوسائل التواصل الاجتماعي في شركة "كاسبرسكاي" العالمية المتخصصة بأنظمة الحماية، أبرز الخطوات اللاّزمة لتعزيز الوعي بالأمن الإلكتروني وضمان حماية بيانات الأفراد والشركات خلال تواجدهم عبر شبكة الانترنت، مقدماً حزمة من المعارف والنصائح الأساسية. 

وأكد الخبير التقني أحمد عبد الغني أن السلامة على شبكة الانترنت أمر مهم وليست رفاهية، فهي تنعكس على السلامة الجسدية والنفسية للمستخدم، وقال: "مع تطور الوسائل التقنية من حولنا، وانتشار الأجهزة التي يمكن ربطها عبر شبكة الإنترنت كثرت المخاطر والتحديات التي يمكن أن يتعرض لها الفرد أثناء تواجده على الشبكة، والعديد من المتصفحين لا يدركون خطورة تقديم بياناتهم للمواقع غير الموثوقة، لأنه يوجد الكثير من تلك المواقع تأخذ قواعد بيانات الأشخاص وتمررها لشركات التسويق التي بدورها تقوم بإرسال العروض الترويجية التي تستهدف من خلالها أولئك الأشخاص". 

وتابع: "من الضروري أن يتم الحدّ من البيانات التي تقدّم عبر شبكة الانترنت، وأن يكون المستخدم حريص على عدم توفير معلوماته بشكل عشوائي. ولو نظرنا إلى شبكات الإنترنت المجانية المتواجدة حول العالم نجد أنها ذات بيئة غير آمنة، صحيح هي خدمة مجانية لكن المستخدمين يدفعون بياناتهم مقابل الثمن، فكلّ من يستخدم هذه الشبكات يتم الاستفادة من بياناته لصالح شركات الترويج، وفي الوقت ذاته يجب على جميع المستخدمين حماية خصوصية بياناتهم ورفض منحها للبرامج والمواقع التي تطلبها إلا إذا كانوا واثقين منها".  

وتابع: "الإنترنت كوكب كبير يوجد فيه جزء مظلم وخطير وهو المواقع غير المحمية التي لا تهتم بأمن الزوّار والمتصفحين، وهناك العديد من الخطوات لتفادي الوقوع بمخاطر خلال التواجد على شبكة الانترنت أبرزها عدم استخدام الأجهزة الملحقة مثل الكاميرات والميكروفونات إلا من خلال برامج موثوقة، وتشفير البيانات الخاصة، كما يجب الاهتمام بحماية الأجهزة عبر برامج متخصصة وعدم الوثوق بأي تقنيات مجهولة المصدر". 

وقدّم عبد الغني شروحات خاصة تتعلق بكيفية اختيار الأرقام السرية وضرورة أن تجمع بين الأرقام والحروف والرموز مشدداً على أهمية أن يبتعد الشخص عن اختيار أرقام عادية وسهلة، وقال: "يجب أن تكون الأرقام السرية عشوائية ولا تقل عن 8 خانات، هذا يقي المستخدمين من التعرض لهجمات قرصنة، كما يجب أن يتأكد الشخص المتواجد على الشبكة من الأرقام التي يختارها ويحرص على عدم بقائها محفوظة على الأجهزة والتطبيقات".  

ونوّه عبد الغني لأهمية أن يكون الفرد على دراية كافية خلال تصفحه لشبكة الانترنت، لأن الوعي هو العامل الرئيسي في الحدّ من خطورة التعرض لأي هجمات أو سرقات، مشدداً على أهمية التأكد من صحة وسلامة المواقع قبل إتمام أي عملية شراء واختيار برامج مكافحة فايروسات موثوقة وتحديث قواعد بيانتها بشكل دوري. 

دار "نينوى" للنشر.. من دمشق إلى الشارقة 

بين التنوّع الكبير الذي تضمّه أجنحة دور النشر المتواجدة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب هذا العام تحت شعار "العالم يقرأ من الشارقة"، حتى 14 من نوفمبر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة، يبرز كمّ التنوع الذي تحتويه رفوف دار "نينوى" السورية للنشر، بمضامينها الثرية، وأغلفتها التي تتوشّح بعناوين لنخبة من الأدباء والمفكرين العرب والعالميين. 

وما بين الأمس والحاضر شهادات ترويها الدار عن معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي حرصت ومنذ تأسيسها في العام 1990 على أن تقدّم من خلاله للقارئ العربي تنوّعاً لافتاً في العناوين؛ فما بين الرواية، والنقد، والميثولوجيا، والأدب الروسي تنوع زاخر من الإبداع يلتقي مع رؤى الأنثروبولوجيا والدراسات القيّمة، ليطلّ على القارئ بمزيجٍ من عراقة أدب دول البلقان، وحضارة الرافدين وألق بلاد الشام. 

وبمجرّد النظر إلى رفوف الدار تجد الكثير من المؤلفات المترجمة للغة العربية التي يبرز منها عمل الكاتب الروسي الكبير ماكسيم غوركي "حياة ماتفي"، والأعمال السياسية والأدبية لجورج أورويل، يرافقهم باقة متنوعة من المؤلفات لكبار الأسماء العربية أمثال محمد الماغوط، وقاسم حدّاد، وإدوارد سعيد وآخرين. 

ويروي مالك ومؤسس الدار، أيمن الغزالي سيرة "نينوى" بقوله: "انطلقت تسمية الدار من عمق الحضارة في بلاد الشام والرافدين، وتحديداً من الإمبراطورية الآشورية الحديثة (بلاد ما بين النهرين)، وأقدم وأعظم المدن نينوى، التي رسّخت مكانتها من خلال الملك "آشوربانيبال" أول من وضع رفوفاً وأسماها مكتبة، ليضع بين يد القارئ العربي صنوفاً من الأدب والإبداع تثري معارفه وثقافته وتطلعه على إبداعات الأدب والفكر الإنساني". 

وأضاف الغزالي: ”منذ بداية مشوارنا في الدار وأنا أحرص على المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، هذا الحدث الثقافي الذي نعتزّ بحضوره عربياً، فهو يرفع راية الثقافة العربية ويعرّف بها العالم أجمع، وكلّ هذا يحسب لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المثقف والمسرحي، والمؤمن بأن الثقافة هي العلاقة الأسمى بين الشعوب، وهذا ما يتجلى اليوم ونلمسه في الشعار الذي اتخذه المعرض لهذه الدورة (العالم يقرأ من الشارقة) وبالفعل هذا ما يحصل". 

ولفت الغزالي إلى أن الدار تحرص على انتقاء الإصدارات التي تتواجد على رفوفها، ما بين الأدب الكلاسيكي والرواية الروسية والنقد الفكري والأدبي وصولاً إلى التصوّف وروّاده، موضحاً أن الدار تسعى لتقديم نخبة الأعمال التي تروي حكاية وثقافة الحضارات