العدد 4385
الجمعة 16 أكتوبر 2020
banner
د. جاسم حاجي
د. جاسم حاجي
قمامة الأقمار الصناعية في الفضاء
الجمعة 16 أكتوبر 2020

نحن نميل في بعض الأحيان إلى نسيان أن هناك عواقب لأي تقدم وتطور نحققه، وقد أدى إرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء إلى منافع لا تقدر ولا تحصى ولكننا بحاجة إلى معرفة العواقب والثمن الذي سيتعين علينا دفعه.

لبضعة أشهر في خريف عام 1957، استطاع مواطنوا الأرض أن ينظروا ويروا أول نجم اصطناعي، وقد أشرق بسطوع، لكنه انتقل عبر السماء بمعدل أسرع بكثير. اعتقد الكثير من الناس أنهم كانوا يرون (Sputnik) القمر الصناعي الكروي الهوائي لروسيا وأول شيء قذفه البشر إلى المدار، لكنه لم يكن ذلك، بل كان جسد الصاروخ الذي حمل (Sputnik) إلى الفضاء وقطعة الأرض الأولى من الخردة الفضائية.

الخردة الفضائية هو الاسم العامي للأجزاء المدارية التي لا تفعل شيئا مفيدا: الصواريخ المستنفذة، وشظايا رذاذ بسبب الاصطدامات والانحلال، الأقمار الصناعية القديمة التي لا يهتم بها أحد بعد الآن. إجمالا، هناك ملايين القطع من الحطام، وكثير منها كبير بما فيه الكفاية لضرب الأقمار الصناعية ومحطات الفضاء الدولية. ثم هناك ظاهرة كيسلر، وهو مرض فضائي عندما يكون المدار الأرضي المنخفض مكتظا جدا بحيث تتصادم، ما يخلق المزيد من الحطام الذي يسبب المزيد من الاصطدامات التي تتلاقى مع المزيد من الاصطدامات، والأمر على وشك أن يزداد سوءا، وإنه من المقرر أن يتم إطلاق الآلاف من الأقمار الصناعية إلى المدار الأرضي المنخفض قبل عام 2025.

ويجري حاليا رصد ما يقدر بنحو 18 ألف جسم في المدار من قبل محطات الرادار، سبعة في المئة فقط من هذه الأجسام هي أقمار صناعية عاملة، والباقي خردة فضائية، ومن المتوقع أن يزداد الأمر سوءا مع وجود خطط لإرسال أكثر من 10 آلاف قمر صناعي إضافي إلى الفضاء في خلال العقد المقبل، ويشكل هذا العدد المتزايد من الخردة الفضائية تهديدا حقيقيا لتشغيل الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية بشكل عام.

إلى أي مدى ستصل هذه المشكلة؟ (SpaceX) وحدها تخطط لإرسال ما يقرب من 12,000 من الأشياء الصغيرة المشعة على الإنترنت مع مرور الوقت. OneWeb)) لديها تصاميم لنحو 700 قمر صناعي مماثل، وأطلقت ((Planet للتو حوالي 100 من الأقمار الصناعية التي تقوم بالتقاط صور لمساحة الأرض بأكملها كل يوم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية