العدد 4373
الأحد 04 أكتوبر 2020
banner
بين الأميرين
الأحد 04 أكتوبر 2020

قبل أيام تلقت المنطقة بأسرها صفعة قدرية من العيار الثقيل، فأمير الإنسانية أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الأحمد الجابر قد وافته المنية، وسموه لمن لم يقترب منه للحدود التي وفقني الله عز وجل أن أقترب من خلالها إليه، انه كان مخلصا لقضايا أمته، مؤمنًا بشعبه، مقاتلًا من طراز فريد حتى يسود العدل والازدهار أرجاء المعمورة كافة.

لقد كان الأمير الراحل محبا للبحرين وأهلها، وكانت تربطه علاقة شخصية ومبداية وطيدة مع أمير القلوب، أميرنا المحبوب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، فكان سموه شفاه الله وعافاه يقوم بزيارة سنوية لدولة الكويت الشقيقة مع مطلع كل شهر رمضان ليلتقي بالأحبة قادة وأهل الكويت الأكرمين، وأحمد الله وأشكر فضله أنني كنت في معية الرئيس ضمن أحد الوفود التي سافرت من أجل زيارة أهلنا في الكويت الشقيقة مع مطلع الشهر الكريم قبل نحو سنتين، هكذا أتذكر من بين ما أتذكره بعدما شرفني أمير القلوب بصحبته في رحلته وأخصني في تقديمه لي إلى أمير الإنسانية بقوله “يفخر ابننا دائما بأنه خريج جامعة الكويت ونحن فخورن به لما يقدمه لنا ولوطنه فهو مؤسس أول جامعة أهلية في البحرين، إذ دارت بيننا ومعي أنا شخصيًا أحاديث حميمية تعبر عن مدي ارتباط الأمير الراحل بقيادة وشعب مملكة البحرين، وكيف أن سموه رحمة الله عليه كان يحمل لنا في قلبه كل محبة وإعزاز وتقدير.

وأذكر من بين ما أذكر أنني في أحد الاجتماعات مع سمو أمير الإنسانية وبعد أن قدمني أمير القلوب، سيدي الأب الرئيس خليفة بن سلمان أن الأمير الراحل تحدث معي عن التعليم الجامعي في مملكة البحرين، بل وعن الجامعة الأهلية بوصفها أول جامعة خاصة في البلاد، بل من أوائل الجامعات الخاصة في المنطقة الخليجية بأسرها، ولعلني أذكر كذلك كيف أن سموه (رحمه الله) كان فخورا بأبناء شعبه عندما تحدثت عن العديد من الطلبة الكويتيين الذين تلقوا تعليمهم الأكاديمي في الجامعة الأهلية بالبحرين، وتخرجوا منها بتفوق، وها هم اليوم يشغلون مناصب مرموقة في دولة الكويت الشقيقة وعلى رأسها في الديوان الأميري “ديوان سموكم العامر بإذن الله”. إننا لمحزونون لفراقك أيها الراحل العظيم، ومكبلون بالدموع والحنين، بآلام الفراق، وعشقنا الدفين، فالوطن الذي الذي يفقد هامة من هاماته، وقامة من قاماته، ومعول نهضة وتقدم ونماء سيظل حزينا مكلوما على فقده الكبير مهما كان إيماننا بالله كبيرا، ومهما كان صبرنا على مصابنا لعظيم، وإنا لله وانا اليه راجعون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .