العدد 4330
السبت 22 أغسطس 2020
banner
الحكم في اغتيال الحريري ومستقبل حزب الله
السبت 22 أغسطس 2020

رغم أنه لم يشف غليل الكثيرين، إلا أنه لا يمكن التقليل من أهمية الحكم الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005م والتي أدانت شخصًا واحدًا فقط من حزب الله (سليم عياش)، حيث وصفته بأحد الفاعلين الرئيسيين في ارتكاب هذه الجريمة، وبرأت ثلاثة متهمين آخرين لعدم كفاية الأدلة.

فتشكيل المحكمة الدولية وقيامها بالتحقيقات والوصول إلى نتائج وإصدار الحكم يعد إنجازًا مهمًا وانتصارًا على هيمنة حزب الله على الساحة اللبنانية، زاد من قيمته توجيه إدانة إلى عنصر ينتمي لهذا الحزب في إدانة “ضمنية” للحزب نفسه ومن يحميه ويدعمه، حيث لا يمكن أن يقدم عضو فيه على ارتكاب جريمة بهذا الحجم من الخطورة دون تخطيط وتدبير وتوجيه وإشراف من الحزب نفسه.

الحكم أيضًا ضربة قضائية وتأكيد دامغ بالأدلة والبراهين بعد تحريات طويلة ومتابعة دقيقة في حادث هز استقرار لبنان وكان بداية سلسة خطيرة من اغتيالات طالت وجوهًا محورية في مجالات مختلفة على أن حزب الله غير معني ليس بمحكمة تدعمها الأمم المتحدة كما جاء مؤخرا على لسان مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، إنما هو غير معني بمصلحة لبنان.

وخلال الفترة الأخيرة، تولدت قناعة لدى الكثيرين بأن حزب الله ليس لبنانيًا، إنما حزب تابع لإيران يعمل بتوجيه منها ولأجلها، وهو ما اتضح في تظاهرات شارك فيها أبناء الشعب اللبناني من السنة والشيعة ضد هذا الحزب، وإذا كانت هذه القناعة نتاج تفسيرات ومتابعات للأحداث، فإن هذا الحكم القضائي الموثق سيرسخ تلك القناعة ويزيد مساحتها شعبيًا ورسميًا، داخليًا وخارجيًا، لهذا وجدنا مطالبات عديدة بتنفيذ العدالة ومعاقبة حزب الله.

فقد يكون الحكم الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة في قضية رفيق الحريري بداية الانفصال فعليًا بين حزب الله والدولة اللبنانية وفك الارتباط بينهما وتغير النظرة اللبنانية إلى حزب الله من مؤسسة داعمة للدولة وعاملة فيها إلى ميليشيا إرهابية ضد الدولة ومصالح شعبها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .