العدد 4325
الإثنين 17 أغسطس 2020
banner
حتى لا تتكرر المأساة الليبية في لبنان
الإثنين 17 أغسطس 2020

كانت المساعدات المدخل الأهم لدول إقيلمية للنفاذ للساحة الليبية بعد القضاء على نظام معمر القذافي عام 2011م، إذ تدفق رؤساء دول وكبار المسؤولين إلى ليبيا لعرض المساعدة التي تبين بعد ذلك أن “بعضها” كان طمعًا في النفط والثروات الليبية وليس حبًا في الشعب الليبي، وهو ما ساهم في ازدياد الأمر سوءًا ووصوله إلى الحالة الراهنة.


ويبدو أن لبنان يشهد الآن حالة مشابهة بعد الانفجار المروع الذي حدث بمرفأ بيروت وأضاف المزيد من الشلل على كل أوجه الحياة الاقتصادية والسياسية والأمنية، إذ تزامنت معه بوادر إقليمية دولية لتقديم المساعدة وظهور “البعض” بمظهر الحريص على مصالح الشعب اللبناني والعمل على حمايته من نظامه وطبقته السياسية وتخليصه من انهيار اقتصادي وتخبط سياسي واستياء شعبي.


وكان الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون اللاعب الأبرز وأول من قام بزيارة لبنان، بل تفقد أحد شوارع بيروت المتضررة من التفجير مشيًا على الأقدام، وظهر وكأنه أحد المسؤولين اللبنانيين أو أحد المرشحين لمنصب ما، وقام بمصافحة المواطنين وتقديم الوعود بالمساعدات وإرسال التحذيرات للمسؤولين وتوجيه النصائح والإرشادات لأجل تجاوز تلك المرحلة الصعبة التي يعيشها الشعب اللبناني المغلوب على أمره.


ما إن انتهى ماكرون من زيارته للبنان، إلا وأعلنت تركيا نيتها القيام بزيارة تفقدية إلى لبنان، وهو ما كان من خلال وفد تركي برئاسة فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي، أكد هو الآخر استعداد أنقرة لإعادة إعمار مرفأ بيروت والمباني المجاورة له، وأن ميناء “مرسين” التركي سيكون في خدمة اللبنانيين حتى ترميم مرفأ بيروت، وزادت أنقرة في كرمها بالإعلان عن استعدادها لمنح الجنسية للبنانيين التركمان الراغبين بذلك!


لذا، يجب أن يكون هناك عمل عربي متكاتف لئلا يتعقد المشهد في لبنان أكثر، إذ يكفيه ما يعانيه من تدهور وانهيار في صعد مختلفة حولت سحر لبنان إلى حسرة يشعر بها كل عربي حزنًا على هذا البلد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .