+A
A-

بالصور: "تجاعيد الزمن" الجميل لا تفارق توبلي

على ضفاف خليج توبلي، يلتف هذا الجدول خلف المحلات، ليرسم منظراً جميلا لم يعد معهودا في هذه المنطقة الزراعية التي زحفت عليها الكتل الأسمنتية وحولتها إلى منطقة تجارية.
يجذبك المنظر للتقرب من الجدول المائي الذي يسير في موكب من الخضرة الزاهية. الألوان جميلة ومتناسقة، يشدك الفضول إلى الاقتراب أكثر وأكثر، لكنك ما أن تصل إلى بعد أمتار حتى تصدمك الرائحة النتنة التي تفوح من هذا المكان، فتعود إدراجك خائبا قبل أن تسقط مغشيا عليك.
كانت الكثير من الأراضي في توبلي، بساتين خضراء على امتداد البصر لكنها اصبحت تربة قاحلة اليوم بعد أن جفت عيونها، وبات البناء العمراني هو "الثمرة" التي تنبتها هذه الأرض.
غير أن الكثير ممن يقطنون في هذه المنطقة يشتكون من الروائح الكريهة، فهم جيران محطة توبلي لمعالجة مياه الصرف الصحي وهي الصرح الأكبر والأقدم عمراً في هذا المجال على مستوى المملكة، ورغم الجهود الجبارة التي تقوم بها وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني بإجراء توسعة على المحطة، تبقى المشكلة قائمة حتى الآن.


وتقع توبلي شرق البحرين وغرب جزيرة سترة، وتربض جنوبا لقرى البلاد القديم وعذاري والسهلة، ويمكن وصفها بالمنطقة وليست القرية، فهي مكونة من عدة قرى صغيرة يقال إن بعضها أندثر فيما التحم بعضها الآخر ببعض، ومن القرى المندثرة "كتكان" "جنوب أنصار غاليري حاليا"، و"مري" قرب كراج تويوتا حاليا، فيما بقيت مجموعة القرى الحالية، وهي توبلي القديمة، توبلي الجديدة، او ما يعرف سابقا بـ "البر"، الجبيلات، الهجير والكورة، بالإضافة إلى منطقة خليج توبلي الكبيرة.
وتشتهر توبلي سابقا بكثرة العيون والنخيل، أما الآن فلم يبق من العيون والنخيل الى ما نذر، فضلا عن خليج توبلي الذي كان مصدر رزق للصيادين ويشتهر بالروبيان والميد والصافي، قبل أن يصبح غير صالح للصيد بسبب مصبات المجاري والصرف الصحي والتلوث البيئي.
ومن الجذير ذكره أن لجنة المرافق العامة والبيئة بمجلس النواب أقرت في العام الماضي اقتراحا برغبة لمعالجة مشكلة التلوث البيئي في خليج توبلي والمنطقة المحيطة به ومراقبة تطبيق المقاييس والاشتراطات البيئية المعتمدة، وكانت الوزارة المعنية أكدت اتخاذها إجراءات عديدة على مدى السنوات الماضية في سبيل معالجة مشكلة خليج توبلي حيث بدأت بتنفيذ الحلول الجذرية التي تبلغ ميزانيتها 138 مليون دينار وكان آخرها البدء في أعمال مشروع التوسعة الرابعة للمحطة.