العدد 4304
الإثنين 27 يوليو 2020
banner
الفرد هو من بيده مفتاح انحسار وباء كورونا
الإثنين 27 يوليو 2020

طبيعة المرحلة التي يمر بها مجتمعنا تتطلب المزيد من الوعي وتعميق مفاهيم التباعد الاجتماعي وتصحيح الأوضاع التي كانت سببا في ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال أيام عيد الفطر الماضي، وكما أكد وكيل وزارة الصحة د. وليد المانع قبل أيام على “ضرورة المواصلة بعزم، خصوصا أننا مقبلون على عيد الأضحى المبارك ونعول على الجميع في الالتزام بالإجراءات الاحترازية كي لا نشهد ازديادًا في الحالات كما حدث بعد عيد الفطر، مذكراً بأن ارتفاع الحالات بعد عيد الفطر المبارك كان بسبب التجمعات في أواخر شهر رمضان وأيام العيد، ونشدد على عدم تكرار ذلك لمصلحة الجميع”.

للأسف هناك بعض الناس صفاتهم وطبيعتهم ومستوى تفكيرهم يجعلهم مستطردين في شرخ الأنظمة والقوانين، ويعتبرون تحمل المسؤولية كارثة في حياتهم، فلا التزام ولا حس وطني، ويختارون الشيء الذي يرضيهم ويلائم ظروفهم، فعندما تدعو الدولة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والامتناع عن التجمعات العائلية والخروج لغير الضرورة، وأهمية ارتداء الكمامات، والالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي، نراهم يضعون حول تلك الإجراءات الكثير من التعقيدات على أساس أنها تحد من الحرية الشخصية وتعكر صفاء الجو حول “لمة العائلة”، ويرون أن كسر الإشارات الضوئية في مناسبة الأعياد يختلف عن بقية الأيام، وهؤلاء هم سبب ازدياد عدد المصابين بكورونا وهذه المعادلة تبدو للكثيرين واضحة ولا تحتاج إلى مزيد من التفصيل والتأكيد.

إن هذا الوجه البشع من أوجه الاستهتار لا يمكن أن تتصدى له الدولة والفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا، إنما لابد أن تكون هناك مسؤولية وطنية ومؤازرة ومظافرة التوجيهات الصادرة من الدولة، والالتزام بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالفرد هو من بيده مفتاح الشفاء وانحسار الوباء في المجتمع، وبالتالي الوصول إلى بر الأمان وعدم الضغط على الجهات الرسمية التي فعلت كل ما بوسعها للسيطرة على الوباء، لكن الورق الذي على الطاولة اليوم هو ورق المواطن بوعيه وبصيرته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .