العدد 4300
الخميس 23 يوليو 2020
banner
ياسمينيات ياسمين خلف
ياسمين خلف
من سينقذ الرضيعة فاطمة؟
الخميس 23 يوليو 2020

أسوأ موقف يمكن أن توضع فيه هو أن تكون عاجزًا عن تقديم أي عون لأحب وأقرب الناس إليك، تجده يتألم، يتأوه ويتعذب، ولا يمكنك أن تخفف عنه عذاباته ولا أن تقدم إليه أي شيء، فما بالك بطفل رضيع لا يمكنه حتى أن يقول “أنقذوني أرجوكم، أنا أتألم”!

الرضيعة فاطمة، ذات التسعة أشهر، تعاني منذ أكثر من أربعة أشهر من توسع في كل من حوض الكلى والحالب، وارتجاع شديد من الدرجة الخامسة في إحدى جهات الحالب، ومن الدرجة الرابعة في الآخر، تتعرض بشكل مستمر لالتهابات تدخلها مجمع السلمانية الطبي لترقد فيه ما لا يقل عن عشرة أيام، وعندما تنتكس حالتها وتحتاج إلى المغذي الوريدي يواجه الممرضون مشكلة في تزريق إبرة المغذي عن طريق الوريد لصغر حجمه، فيستسلمون طالبين من والدتها أخذها للمنزل والاكتفاء بالعلاج عبر الفم، والذي لا يجدي نفعًا مع حالتها.

التلف والفشل الكلوي يهددان الرضيعة فاطمة، وعلاجها متوقف على دواء (Defiux)، والذي تحتاجه على وجه السرعة والضرورة، إلا أنه غير متوافر لا في مخازن الأدوية في وزارة الصحة، ولا في الصيدليات الخاصة.

الوزارة ومع المراجعات المستمرة تماطل، فمرة تؤكد أنها طلبت الدواء من دولة الإمارات العربية المتحدة وأن على الأهل الصبر والانتظار لمدة أسبوع ليصل، فتنتظر الأسرة، فتراجع الوزارة، فيُطلب منها الصبر مرة أخرى حيث إن الطلبية ستأتي من السويد هذه المرة، فيصبر الأهل ويفوضون أمرهم لله، وبعد نفاد مدة الوعد، يراجع الأهل الوزارة فيلقي أحدهم على الآخر الموضوع، ليتبين أن لا طلب أصلًا للدواء من الخارج حسب “سيستم” الوزارة!

مماطلة وتسويف تدفع هذه الرضيعة ثمنه ألما وعذابا، وربما لا قدر الله ستدفع ثمنه حياتها، فوضعها الصحي من سيء إلى أسوأ، والأطباء يقرون بأن علاجها عبر الفم لا يجدي نفعًا معها، وأن المغذي الوريدي من الصعب تثبيته في عروقها، ويتسبب لها بانتفاخات وتورم في جسمها إن ما تمكنوا أصلًا من إدخاله، ولا يعدو غير علاج مؤقت.

 

 

ياسمينة:

أنهوا عذابات هذه الرضيعة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية