+A
A-

"شبعنا من عناهم وارتوينا" مشوار المطرب الشعبي بوشيخة

لعل من اهم الكتب التي وثقت للطرب البحريني والمطربين ويعتبر مرجعا لا غنى عنه للباحثين والدراسين كتاب" مشوار بوشيخة..حياته وكفاحه الفني" والذي يسرد مشوار حياة المطرب البحريني الشعبي عبدالله سالم بوشيخة 1926 – 1989  للباحث والفنان إبراهيم راشد الدوسري والذي صدرت طبعته الأولى العام 1990.

ينقسم الكتاب الى عدة فصول، الفصل الأول مشوار حياة بوشيخة وكفاحه الفني، الفصل الثاني نصوص من أغاني بوشيخة ، الفصل الثالث اراء وشهادات، الفصل الرابع فهرس يشمل عناوين أغاني بوشيخة وأسماء الشعراء وكتاب الأغاني ، والفصل الخامس صور وذكريات.

يقول الباحث والفنان الدوسري عن بوشيخه: 

"شبعنا من عناهم وارتوينا..وعند رسوم منزلهم بكينا..وعقب فراقهم شنا وحنا..وحنينا وثم انا هوينا"

 هذه الأبيات من قصيدة للشاعر الشعبي محمد بن جاسم بن عبد الوهاب الفيحاني، وهي مطلع من أغنية غناها المطرب الشعبي الراحل عبد الله سالم بوشيخة في منتصف الخمسينات من القرن العشرين ، ولقد اشتهرت هذه الأغنية ورددتها الجماهير في البحرين والخليج العربي.

وقد كانت هذه الأغنية من الناحية اللحنية تعتبر مؤشرا من ضمن المؤشرات الهامة في اللحن البحريني الجديد ، الباحث له عن خصوصية مستلهمة من تراث الفن الغنائي الشعبي البحريني العريق ، حيث تعتبر هذه الأغنية محاولة جادة ومتميزة من ضمن المحاولات الجريئة التي قام بها بوشيخة خاصة من ناحية اختيار النص واللحن بغية الخروج من بوتقة المألوف والسائد في الغناء في تلك الفترة ، معبرة تلك التجربة ومعلنة عن مرحلة جديدة نوعا ما في تناول القصيدة الشعبية الخليجية وتجسيدها من خلال لحن ووزن إيقاعي يختلف عما كان سائدا في حقبة الثلاثينيات والأربعينيات ، حيث أصوات محمد بن فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد، تلك الأصوات ذات الألحان الرائعة والذي برز فيها جهد و اصالة موهبة محمد بن فارس المبدعة وكانت معبرة عن مرحلة من مراحل نمو الابداع لدى الانسان البحريني .

والفنان الراحل عبد الله سالم بوشيخة انسان وفنان أراد أن يضيف شيئا ولو بسيطا من خياله ، حاول به تحريك الساحة الغنائية في عصره ، لذلك كان لزاما علينا يمليه وفاؤنا لهذا الفنان أن نقترب أكثر لنتعرف على رحلة ومشوار الفنان عبد الله سالم بوشيخة الذي يعتبر واحدا من الفنانين البارزين في مسيرة الأغنية واللحن البحريني الشعبي الأصيل .

ثم يعرج الدوسري عن سيرة بوشيخة ويقول انه من مواليد 1926 في فريج بن عجلان بالمحرق، وهو من عائلة متوسطة الحال، كما ان والده ادخله الغوص عند السن العاشرة، وكانت اسرته ترفض عشقه للعود والغناء وكان يعزف في السر، وأول يوم يشاهد فيه المطرب محمد بن فارس كان عمره 15 سنة . كما انه عمل في السعودية منتصف الاربعينات، وتزوج في سن 18 ، وبعدها تعرف على الشاعر محمد الفيحاني كاتب الاغنية الشهيرة " شبعنا من عناهم" والتي لحنها بوشيخة، وأول مرة يصور فيها اغانيه بتلفزيون البحرين كان العام 1973 حيث صورت على مسرح الجفير .

ويذكر الدوسري ان بوشيخة كان من هواة صناعة نماذج السفن الصغيرة ، وتوفى في 26 ديسمبر العام 1989، ومن الشهادات ...يقول الفنان محمد جمال.

بعد رحيل محمد بن فارس انتشر نوع من الغناء الخفيف يستخدم فيه الطبلة بدلا من الايقاع (المراوس) . وهو مدرج تحت اصطلاح (البستة البحرينية) وقد برع عدد من المطربين في هذا اللون من الغناء بينهم عمبر طرار ويوسف فوني وعبدالله بوشيخة وعبد الله أحمد، بالإضافة لذلك ، فبوشيخة يمتلك صوتا من طبقة (البارتون) وهو يستطيع أداء الأغاني ذات الغرار والأغاني ذات الجوابات العالية بالإضافة للغناء هو ملحن، حيث ان الحانه تعتبر جديدة ،وقد غنى مجموعة من الأغاني بمصاحبة الفرقة الموسيقية ومن أشهر أغنياته "شبعنا من عناهم وارتوينا".

اما الفنان إبراهيم حبيب فيقول: يعتبر المطرب الشعبي الراحل عبدالله بوشيخة أول فنان بحريني يتعامل مع نصوص شعرية شعبية جيدة، وقد كان من الفنانين الذين يتلمسون الجديد وقد حاول اضافة نكهة جديدة للصوت البحريني من حيث تغيير تركيبة الجملة اللحنية للصوت وخاصة في الصوت الذي غناه بصوته "مربي واتحرش".

 وأيضا غني المقامات على مقامات (السيكة) حيث أن هذه المقامات كانت تؤدي في العراق ولكنه استطاع تطويعها وان يوظفها في الموالة البحرينية الشعبية وذلك استطاع تطويعها وأن يوظفها في الموالة البحرينية الشعبية وذلك من الناحية اللحنية ،وهو أول فنان ومطرب بحريني يوظف إيقاع الطنبورة في أغانيه خاصا في أغنية "حلو وجميل ، القعدة حلوة وجميلة "وهو مطرب له شهرته وهو اسم لامع في سماء الأغنية البحرينية خاصة في بداية الستينات حيث كانت الأفراح التي يغني فيها بوشيخة تمتلئ بالناس المتشوقة لفن وصوت وألحان بوشيخة.