العدد 4259
الجمعة 12 يونيو 2020
banner
فلننزل إلى نهر السعادة حتى لو كنا لا نعرف السباحة
الجمعة 12 يونيو 2020

نعيش كبشر وسط جبال الصمت والأهوال، وكل يوم نمر بتجربة جديدة في حياتنا ما بين التأمل والتفكير والسقوط في رحلة الذاكرة. أحزان الليل تضيء جدران النهار ولا شيء غير ذلك، لكن الشاطر منا من لا يجعل مسافة عمره تقرب الحزن والقلق والعيش في البساتين الغائبة والليالي السجينة بالخوف، الشاطر من يتغذى كل يوم بالسعادة ويزداد جوعا إليها ويألف طعمها ويخدره الرقص معها وهو بين ذراعيها، الشاطر من يجعل شرفات بيته منفذا لشمس ونور السعادة والضوء والنغم المتدفق منها.

إن منبع شقاء الإنسان هو ذاته، فأحد علماء النفس يبين أن هناك عدة سموم يمكنها أن تدمرنا إذا لم نجد لها علاجا فوريا، أولها، الهروب والفرار من مواجهة الحقيقة، والعلاج الواقعية ومواجهة الموقف، وثاني السموم الخوف وفقدان الثقة والقلق، والعلاج الشجاعة، فهي خير السبل الدفاعية للحيلولة دون اقتحام الخوف عقولنا، وهناك قاعدة شائعة تقول إن تسعين في المئة من الأمور التي تثير قلقنا، لا تقع ولا تحدث البتة. والسم الثالث هو الأنانية والطمع والإفراط في العداء، وعلاجه الأريحية وتقديم التضحية دون انتظار الجزاء، والسم الرابع هو الركود وشعورك بأنك تسير في الحياة بلا هدف، وعلاجه بكل بساطة الطموح وعدم الجلوس لانتظار سنوح الفرص بل عليك خلقها، فإذا كنت طموحا وكنت مثابرا وعاقدا العزم على السير قدما، فما من قوة في الأرض تقف عقبة في طريقك.

والسم الخامس هو مركب النقص، وعلاجه الثقة... إن الثقة للنجاح كالهواء للرئة، والسم السادس هو عشق الذات والنرجسية، وعلاجه التواضع وكما هو معروف أن التواضع طبيعة عند كل نوابغ الرجال وعباقرتهم، والناس يتقبلونك على حقيقتك لا على ما تحاول الظهور به. والسم السابع عدم التسامح، وعلاجه ضبط النفس، وتذكر لا تحكم على الرجل بجنسه أو دينه أو رصيده في البنك، بل بصفاته وأخلاقه. والسم الثامن الكراهية والرغبة في الانتقام، وعلاجه الحب وتطهير القلب من الحقد والكراهية.

فلننزل إلى نهر السعادة حتى لو كنا لا نعرف السباحة، وإذا رغبنا في تعلمها، فلن نجد أية صعوبة، فهي سهلة وجميلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية