العدد 4229
الأربعاء 13 مايو 2020
banner
الفهم الساذج لدور الإعلام وما تبثه الفضائيات العربية
الأربعاء 13 مايو 2020

جائحة كورونا ألزمتنا الجلوس في المنازل، وأتاحت لنا مساحة كبيرة لمشاهدة مختلف الفضائيات العربية وما تقدمه من برامج، وبنظرة فاحصة لكل ما يقدم يتضح أن هناك سوء تقدير وتنفيذا وتخطيطا غير شامل وهفوات كثيرة في الخطوط العامة، خصوصا في هذه الفترة الحرجة التي تمر فيها مجتمعاتنا العربية. إننا لا نطالب بفرض وصاية أو حجر على عقول الجماهير، كما لا نطالب بمصادرة حرية العقول وتقييد مقدرتها على الخلق والإبداع، إنما نطالب بنوع من الرقابة على ما يصل إلى أفهام الناس، داخل إطار عام، لا يضع نصب عينه أمن وسلامة المجتمع فحسب، إنما يحرص في المقام الأول على حماية المشاهد المواطن مما يتعرض له وجدانه من تيارات ضارة تصيبه بالبلبلة والاهتزاز وتصرفه في النهاية عن تحمل ما ينبغي عليه أن يتحمله من تبعات ومسؤوليات هذه المرحلة.

لقد امتلأت الفضائيات العربية مع الأسف، بالأفلام الهابطة الرخيصة، وأفلام الجريمة والمخدرات والعري الأميركية، وبرامج الدجل والشعوذة، وما نسمعه في الأغنية وفي التمثيليات وفي الكثير من المسرحيات، إنما يمثل انفصالا تاما بين واقعنا اليومي وهموم المواطن الحقيقية، وبين وسائل التعبير عن هذا الواقع، وتلك الهموم، ناهيك عن مناقشة المستوى الفني ذاته الذي يصل من الرداءة القدر الذي يجعل المناقشة أو التفكير في المناقشة أصلا شيئا تأباه النفس.

لا أعلم لماذا تفتح بعض الفضائيات العربية صدرها لأنواع من بدائيات التفكير الإنساني وتتمسك بعرض “هراء في هراء” ثم يخرج المسؤول عن هذه القناة أو تلك ويتحدث عن أهمية الإعلام في تربية وجدان الناس، وتثقيفهم وشحن معنوياتهم، وأن القناة التي يشرف عليها يسودها التخطيط المنظم والجاد، في حين أن الأمر يعكس الفهم الساذج أو التصور المريض لدور الإعلام وتأثيره على إفهام الناس وسلوكهم، عندما تفضل الفضائيات العربية برامج “الهشك بشك الساقطة” وتفرد لها ساعات للبث، على البرامج الثقافية والأدبية، ماذا يعني ذلك!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .