+A
A-

"تسحروا فإن في السحور بركة"

يظللنا شهر رمضان الذي لا تتوقف بركته عند القيام بفريضة الصوم، بل تعم سائر اليوم، فبين قراءة القرآن والصلاة والذكر تتوزع الأجور على سائر اليوم الرمضاني، فلا تمر لحظة على الصائم إلا وتكتب له الأجور من ربه الغفور، حيث جاء في الحديث القدسي المتفق عليه: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".

ومن السنن المستحبة التي ينبغي للمسلم الحرص على أدائها "السحور"، الذي حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: "تسحروا فإن في السحور بركة".

والسحور من خصائص هذه الأمة الفريدة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها»، والأمر في قوله صلوات ربي عليه: «تسحروا» للتوجيه والإرشاد، علله صلى الله عليه وسلم بحصول البركة وكثرة الخير.

ومن بركات السحور حصولُ الصلاةِ من الله وملائكته على المتسحرين، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين»، والصلاة عليهم أن يشملهم بعفوه ورحمته ومغفرته، وصلاة الملائكة الدعاء والاستغفار لهم.

وقته

يبدأ وقت السحور بعد منتصف الليل، وتقتضي السنة تأخيره، ولذلك اكتسب السحور اسمه، من حيث أنه يستحب في وقت السحر، الذي هو آخر الليل.

فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور».

وفي هذا الإرشاد النبوي توازن زمني بين الوجبتين، فإنه إذا اقترب السحور من الإفطار طالت فترة الصوم ولم يحقق السحور الفائدة المرجوة منه.

وفي التأخير ضمان لأداء صلاة الفجر، وإدراك ثلث الليل الآخر وهو من الأوقات الشريفة التي تستجاب فيها الدعوات، فضلا ارتباط السحور ببداية الصوم مما يؤخر الشعور بالجوع والعطش.

مكوناته

لم تخصص السنة النبوية طعاماً بعينه في السحور، ولكن روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نعم سحور المؤمن التمر».

ويجب الحرص في السحور على الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم، وتجنب الوجبات الدسمة والأطعمة المحفوظة، والإكثار من السوائل المفيدة كالماء النقي والعصائر الطبيعية لتجنب العطش، والسلطات والألبان. ومن المهم أن يحتوي السحور على مصادر غذائية بروتينية كالبيض والزبادي والبقوليات.