العدد 4202
الخميس 16 أبريل 2020
banner
كفاءات شابة متألقة
الخميس 16 أبريل 2020

نصادف أشخاصًا في حياتنا يتركون بصمة رائعة، من ناحية أسلوبهم الراقي في الكلام وثقافتهم وأخلاقهم وغيرها من الصفات الحميدة التي بلا شك تعود إلى التربية والنشأة الصالحة من قبل الوالدين مرورًا بالدراسة وانتهاء بالالتحاق بجهة العمل.

مناسبة هذا الحديث هو أنني ومن باب الصدفة تحدثت مع أحد موظفي مبيعات شركة بتلكو وذلك للتقدم بطلب تزويد منزلي بخدمة الإنترنت المنزلي، وبعد أن قام مشكورًا بإعطائي شرحا وافيا عن الخدمة والباقات المتوفرة وكذلك اقتراحه لي لما هو الأفضل من وجهة نظره بكل صدق وأمانة، بادرت بتوجيه سؤال له لم يكن يتوقعه! سألته بأنك تخاطبني وكأنك تعرفني جيدًا وتربطني بك علاقة أسرية أو صداقة حميمة، فأسلوبه المهذب والراقي جعلني أحترم كل كلمة كان يقولها لي وكنت أنصت له بكل اهتمام، وبدوره تفاجأ بكلامي له وقال إنه يعامل الجميع بهذه الطريقة وبنفس الأسلوب.

وشاءت الظروف أن أتواصل معه لعدة أيام بهدف إنهاء المعاملة، وكل مرة أخاطبه يزداد إعجابي به أكثر، وهو يعمل في الشركة بشكل مؤقت حيث إنه الآن في السنة النهائية من دراسته في جامعة البحرين. هذا الموظف الذي يعتبر صغيرًا جدًا وقد يكون أصغر العاملين سنًا في بتلكو قام بأعمال رائعة لتسويق منتجات الشركة والأهم من ذلك رفع اسم الشركة عاليا. أنا مقتنع بأن هناك الكثير من العناصر البشرية البحرينية من أصحاب المستويات العالية، والمطلوب من الإدارات العليا ضمهم وتدريبهم التدريب المناسب بإعطائهم الفرصة والثقة.

أحيانا الشهادات الجامعية العليا والمتخصصة لا تكون مجدية في العمل، إذ نجد أن الشخص هو من يشق طريقه إلى النجاح بفضل جهوده الذاتية وحبه عمله وتفانيه.

إذا عنصر الشكر والتقدير والمكافأة من أهم الأسباب لتحقيق ثقافة العمل بروح الفريق الواحد، كلمة طيبة من المدير أو الرئيس التنفيذي للموظف وخصوصا صغار الموظفين تعني له الكثير، أو حتى أخذ صورة معه، ومشكلتنا أننا لا نلتفت إلى هذه الأمور التي لا تكلفنا شيئا، بل تضيف الشيء الكثير وهي السبب الرئيس في انتماء وإخلاص الموظف.

ختاماً... أتمنى أن تقوم الشركة بتكريم هذا الموظف الذي أحتفظ باسمه وأن يكون مثالا يحتذى به. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .