+A
A-

الحدود.. خط اتصال ثقافي

اهتمت دراسات عديدة للأنثروبولوجيين وعلماء الاجتماع ببحث ودراسة مناطق الحدود، فقد ركزت بحوث علم الاجتماع بشكل مكثف على دراسة مناطق الحدود "كما حدث بين الولايات المتحدة والمكسيك"، إضافة إلى الاتجاهات النظرية الجديدة التي اهتمت بتلك المناطق، وإلى جانب ذلك فقد تطورت بعض المفاهيم المرتبطة بتلك المناطق من خلال بعض "التاريخيين" في غرب وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت تحتل مكانة بارزة في التراث النظري المتعلق بها.

كما يشير د. كامل عبد المالك في كتابه "رؤى العالم المتغيرة دراسة في الاتصال الثقافي للمجتمعات الحدودية" إلى أن العلماء بدأوا يكتبون بعد ذلك عن ثقافة الحدود، التي جذبت اهتمام الجغرافيين في بادئ الأمر، والتي كانت مجالاً خصباً ونمطاً فريداً بالنسبة لهم، وأصبحت أراضي الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بمثابة المعمل الطبيعي لهذه الدراسات المختلفة.

تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بدراسة مناطق الحدود أكثر من الاهتمام القديم بمجرد دراسة خط الحدود، وبدأ الاهتمام بهذه المناطق يزيد بصفة خاصة في مناطق النزاع الدولية، والتي لوحظ أن الخلاف فيها ليس فقط على رسم خطوط الحدود لكنه أيضاً على مجموعة من الاعتبارات السكانية الديموغرافية في تلك المناطق، وربما يمتد الاهتمام إلى مجموعة مصادر المياه أو الموارد بصفة عامة أو مجموعة من القضايا التاريخية أو النزوح السكاني من وإلى مناطق الحدود.

لقد تناولت العديد من الدراسات الأنثروبولوجية الاتصال الثقافي على جانبي خط الحدود السياسية بين المجتمعات المختلفة، وكان هناك ربط بين السلوك الاجتماعي للمهاجرين وأثره في سلوك الجماعات الأصلي التي تقيم بمناطق الحدود والتطورات التي طرأت على تلك المناطق، ثم ما لبثت أن تزايدت الدراسات المركزة للاتصال الثقافي فيما بعد في قطاعات ميدانية مختلفة، ويرجع ذلك إلى النمو المتزايد في المعرفة الأنثروبولوجية.​