يشكل النجاح منعطفًا استراتيجيًّا وتاريخيًّا للذكاء في شخصية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ويمثل حسن التقدير للضمير في حياته مرحلة متقدمة ومتفردة من الحكمة في عالم التغيير والتطوير المستمر. وتشهد على ذلك تحركاته وسكناته في الداخل والخارج وفي حِلَّهِ وترحاله، لتؤكد مصداقية أبجديات فلسفة النجاح في حياته، وتعطي نماذج لرسائل معنونة باسم القيادة الإنسانية، لتصنع من شخصيته الأبوية الفذة مركزًا محوريًّا ملهمًا للدارسين والباحثين والمفكرين في علوم القيادة والإدارة والعناية والرعاية والريادة، وجاذبًا إليه المحبين والسائلين عنه من القلوب المحبة الكبيرة، وعلى رأسهم عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، تمثلت في زيارتيهما الكريمتين لمقر سموه في ألمانيا الاتحادية حفظهم الله جميعا..
“زيارات تحمل معاني جمة في ترابط القيادة الحكيمة ما بين رموزها العِظام.. العاملين بإخلاص لرفعة البلاد والعباد بوفاء وانتظام.. وتعطي دروسًا عملية لتكاتف وتكامل القيادات الثلاثة السامية الكرام.. واستنادها واحتياجها لبعض في قيادة وإدارة شؤون البلاد وقضاياه الصغيرة منها والجِسام.. وتُثبت للعالم أن سمو الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله هو أميرٌ عَلَمٌ حكيمٌ من نسل الحُكماء الأَعْلام..”
فلماذا هو حكيمٌ عَلَمٌ ومتربع في قمة الإنسانية؟
“لأنه أميرٌ قائدٌ وعضيد لملك رائد.. وأبٌ والدٌ ذو قلب كبير زاهد.. وسيدٌ عابدٌ لشعبٍ عظيم مجاهد.. وراعٍ لأمة تتوق لرؤياه لتنحني له شكرا بإيماءةِ شاهِد..”
وكيف اكتسب أمير الضمير تلك السمة الإنسانية الراسخة جذورها في الأرض؟
اكتسبها لتخطيه بقوة حكمة الإرادة للمسافات والخطوط العريضة بسبب الذكاء وحسن التقدير للضمير، فلم يكن عائقا قياديًّا قط وجود سموه حفظه الله ورعاه خارج وطنه الكبير، في زيارة خاصة علاجية مع ما يمر به من حالة صحية استدعت بقاءه حتى شفائه بحمد الله، بل بقي وسيبقى كيانا حاضرا قلبا وروحا في مملكة البحرين، يدير ويحتضن بمستشاريه أمورها وقضاياها، ويستقبل رموزها ووزراءها وأبناءها ورعاياها.
واستقبال سموه مؤخرًا في مقرّ إقامته وزير الخارجية المعين الجديد بالثقة الملكية والوزارية عبداللطيف الزياني، ومستشار جلالة الملك للشؤون الدبلوماسية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، فيه دليل حتمي على الوجود الإمكاني والروحي والفكري لسموه في قمة الحدث، وفي قلب الحدث، مهما حدث وابتعد عن الحدث، لأي سبب خارج عن سيطرة الحدث.
فحري بنا أن لا نصمت في هذا المقام العظيم بعظمة ملهم المقام وقائد مسيرة المقام، بل واجب علينا أن نقف نسرد الحقيقة في تأكيد تكاتف وترابط واهتمام ومتابعة القيادات الثلاثة الكريمة بما يحدث في ساحة المقام، سردًا أبويًّا حانيًا يحاكي عمليا ما يمر به العالم صحيا بأجمعه، وما تمر به مملكة البحرين ضمن الوجود العالمي، نظير معضلة مرض فيروس “كورونا” الوبائي الخطير..
فلم تنبع عفويا ولا من فراغ تلك المحاكاة التنفيذية على الأرض، إنما هي امتداد إنساني لحدثين محفورين في صحائف التاريخ المُعاصِر، يُمَثِّلان اليد الحانية المتابعة بدقة والمُوجِّهة للتنفيذ لسمو أمير الضمير من مقر إقامته في المانيا الاتحادية؛ حدث أوَّلي يمثل القيمة العظمى العالمية لجائزة سموه حفظه الله في التنمية المستدامة بكل أهدافها السبعة عشر (17)، بما فيها الهدف الأسمى الثالث (3)، المعني بالصحة الجيدة والرفاه والمحتضن عمقا وضمنا لقضية مرض فيروس “كورونا”.. وحدث آخر إنساني عظيم يملك ويُظَلِّل بظلاله الحدث الأوَّلِي الذي ننتظر قدومه بعد عدة أيام بفارق الصبر.. وتتوق قلوبنا لتشهد أول احتفالية عالمية لتأسيسه بعد أن كُتِب بماء الذهب وبيد من ذهب ومُلْهِمُهُ قلب من ذهب.. وهو اليوم العالمي للضمير في الخامس من أبريل 2020.
ولنستعرض بعضا من مدلولات تلك المحاكاة التنفيذية التنموية الإنسانية من موقع آخر تقييمي، ومن خلال قراءتنا التحليلية لفلسفة أمير الذكاء وحسن التقدير للضمير لديه خاصة بما يتعلق بالقضايا الإنسانية والتنموية؛ في أن مستوى الإنجاز في أهداف التنمية المستدامة وتطويره، لا يمكن أن يقتصر على الاتباع الاعتباطي التي تمليه توصيات الأمم المتحدة فقط، فهذا ديدن الضعف والتبعية الطوعية المحظور في سياسة مملكة البحرين، والمتجذرة بالحكمة تاريخيا ومن أقدم السياسات المؤسسية التكاملية الناضجة في المنطقة والشرق الأوسط، بتربعها لعقود تحت ظل قيادة سموه حفظه الله..
بل إن تقييم مستوى تحقيق الأهداف؛ هو هدف تنافسي حيوي سامٍ بحد ذاته ويحاكي ضمنيا فلسفة التقدم لـ “ديباكي”، وهو ضرورة تنظيمية وتكتيكية في مملكة البحرين، تستمد قوتها وحركتها من “أبجديات فلسفة النجاح في حياة الأمير المليئة بالحيوية وبالتفاؤل وبالأمل”، لارتباطها بتوأمة النجاح مع الضمير كمنعطف استراتيجي للذكاء، تتمحور فيه ابتكارات تحليلية للقواعد والنظريات المتبعة، لإعادة هندسة عملياتها وتطويرها أو تغييرها من وقت لآخر بما يتوافق مع البيئة وظروف المجتمع وتقبله للتغيير..
و”ديباكي” لخّص فلسفة التقدم بقوله “لطالما أنك تواجه التحديات وتملك القدرة الذهنية والبدنية، فسوف تظلّ الحياة مثيرة ومليئة بالحيوية بالنسبة إليك” كما يذكرها الدكتور جوزف ميرفي في كتابه “قوة عقلك الباطن”.
وتشديدنا في رفعنا للتوأمة بين النجاح والضمير في قمة سلم الأولويات وأبجديات النجاح في التغيير في حياة الأمير، وما يُحدِثُه الذكاء لأمير الذكاء من قدرة تنفيذية مباشرة على تثبيت واستقرار التوأمة، إنما نهدف لإشعار المجتمع والعالم بالدور الريادي الإنساني لسموه الذي يستحقه بمفهومنا المحدود لشخصه الكريم، والذي يستحق ما يفوقه رفعة وسموا وقدرا من مفهوم الحقيقة التي لا يُظهرها سموه بسبب تواضعه وترفعه..
“فليس لنا بعد اليوم حجة تبقينا فيما نحن فيه إلا التَّعَلُّق به والتَّعَلُّم من صبره وصموده.. وبحكمته وبظله الوارف يحدونا الرجاء والدعاء أن يديم الباري علينا وجوده.. ويلبسه حُلل الصحة والعافية ودوام العافية ليشتد لفعل الخيرات عوده.. ويرفع شأنه بما يستحق من وفائه لوعوده.. ويسبغ عليه النعم بما يتمتع من شخصيةٍ كريمة ومُحِبَّة وودوده..”