تحتفل مملكة البحرين مع كافة دول العالم في الثامن من مارس من كل عام، باليوم العالمي للمرأة، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ العام 1977، ويحمل شعار هذا العام عنوان: "أنا جيل المساواة: إعمال حقوق المرأة"، وتحرص البحرين على مشاركة المجتمع الدولي في إحيائه، وتسليط الضوء من خلاله على التقدم الذي أحرزته المرأة البحرينية من خلال وزاراتها وهيئاتها في مختلف المجالات والأصعدة السياسية والتشريعية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

وبهذه المناسبة، رفع سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية، السيد جميل بن محمد علي حميدان، التهنئة لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، لجهود ومبادرات سموها التي كانت ولا تزال لها الدور الرئيسي في تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات للمرأة البحرينية، وتعزيز جهود تمكين المرأة وإثبات قدراتها في المشاركة الاقتصادية والسياسية والمجتمعية، حيث حققت مملكة البحرين مكتسبات وإنجازات عديدة في مجال ترسيخ مبادئ تكافؤ الفرص، وتمكين المرأة وصون حقوقها، في ظل المسيرة الإصلاحية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، وفي ضوء السياسات والقرارات السديدة للحكومة الموقرة، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء الموقر، ومؤازرة ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله ورعاهم، ما أتاح للمرأة البحرينية الفرصة لتمارس دورها في العطاء والبناء والتنمية من خلال إطلاق العديد من المبادرات التي ساهمت في تعزيز مكانة المرأة البحرينية وتبوئها أعلى المستويات محلياً وإقليميا ودولياً.

وأكد الوزير حميدان، أن المرأة البحرينية أثبتت كفاءتها وتميزها في كل ما تولته من مهام وأوكل إليها من مسؤوليات، فأكدت حضورها القوي وعطاءها الفاعل والمميز في خدمة وطنها في مختلف مجالات العمل، لافتاً إلى أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية حريصة على تقديم الدعم والمساندة للمرأة البحرينية، مشيراً إلى أنها نجحت وتفوقت في الكثير من مواقع العمل وأسهمت فيها بزخم يشهد لها، فقد بلغت نسبة مشاركتها 47% من إجمالي القوى العاملة الوطنية في البحرين، وتجاوزت أكثر من 50% في القطاع الحكومي، وارتفعت في بعض القطاعات لتصل إلى 80%، كقطاعي التعليم والخدمات الصحية، حيث تتولى المرأة البحرينية حالياً 45% من المناصب القيادية العليا في القطاع الحكومي، كما تتشارك في المناصب الإدارية المتوسطة بنسبة 59%، وذلك فضلاً عن ارتفاع تمثيل المرأة في السلطة التشريعية.

وأشار الوزير حميدان إلى أن تأهيل وتوظيف المواطنات في الوظائف الجاذبة والمناسبة لها ولظروفها الأسرية والاجتماعية، من أولويات عمل الوزارة، سواء من خلال التشريعات العمالية المتطورة بالتنسيق مع السلطة التشريعية، أو من خلال البرامج والمشروعات المحدثة والهادفة، وبذلك ارتفعت على سبيل المثال نسبة توظيف الإناث من إجمالي المتوظفين خلال العام 2018 إلى 40%، بارتفاع ملحوظ مقارنة بنسبة 20% في العام 2014، ونسبة 25% في العام 2015م، حيث تم توظيف ما مجموعه 9969 أنثى خلال العام 2019، 8654 منهن بدوام كلي، و1315 بدوام جزئي.

وبالإضافة إلى ما تقدم، فإن الإناث يشكلن نسبة 55% من إجمالي الداخلين الجدد لسوق العمل (الذين يتوظفون لأول مرة)، فيما تبلغ نسبة الشواغر المتاحة للإناث 71% من إجمالي الشواغر التي تعرضها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للباحثين عن عمل في بنك الشواغر لدى الوزارة، مشيراً إلى أنه خلال الفترة من سبتمبر 2018 إلى سبتمبر 2019، تم تدريب ما يزيد على 7221 باحث عن عمل، بلغت نسبة الإناث منهم 70.7%، لافتاً إلى أن الإحصاءات والتقارير توضح ارتفاع متوسط دخل المرأة على مدى 12 عاماً بنسبة 100% في القطاع الخاص، حيث كان 280 ديناراً في العام 2006، وارتفع إلى 491 ديناراً في العام 2019م.

وعن الحوافز التي تقدمها الحكومة لتسهيل إدماج المرأة في عالم الأعمال، فإن البحرين تقدم العديد من الحوافز لتسهيل مشاركة المرأة في سوق العمل، ومن ذلك توفير برامج تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودعم برامج الأسر المنتجة، وهو ما دفع بالعديد من الإناث لتأسيس مشاريعهن الخاصة، وقد وصلت نسبة امتلاك المرأة للسجلات التجارية في البحرين إلى 39%، فيما بلغت نسبة صاحبات المشروعات المنزلية من النساء 77% من إجمالي المنتسبين "لبرنامج خطوة للمشروعات المنزلية" التابع لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية والرامي إلى تمكين المرأة اقتصادياً.

وفي هذا السياق، تقدم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية العديد من المبادرات التي تصب في هدف تمكين المرأة اقتصادياً، وذلك من خلال التأهيل والتدريب للإناث الراغبات في بدء مشروعات منزلية، حيث تنظم دورات تدريبية متنوعة، بلغ عدد المستفيدين منها خلال العام الماضي 15172 متدرباً، وشكلت نسبة الإناث منهم 95%، أما عدد الحاصلين على ترخيص العمل من المنزل ضمن برنامج "خطوة" 695 مواطناً، عدد الإناث منهم 541، وفيما يتعلق بالتسويق من خلال المراكز التابعة للوزارة أو المعارض التي تشارك فيها، فقد بلغ عدد المستفيدين من مركز سترة للأسر المنتجة 256 مستفيداً، بلغ عدد الإناث منهم 220، بينما بلغ عدد المستفيدين من مجمع العاصمة لمنتجات الأيدي البحرينية 132 أسرة، منهم 90 أنثى، كما بلغ عدد المستفيدين من المعارض 304، منهم 288 امرأة، وكذلك بلغ عدد المستفيدين من محل مطار البحرين الدولي 46 منهم 38 امرأة، أما عدد المستفيدين من مركز الساية للمشاريع المنزلية 10 جميعهن إناث.

وأكد حميدان، أن كافة ما تقدم من إنجازات، لن يقف عند هذا الحد، بل ستستمر وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في إطلاق المبادرات النوعية، والمشروعات ذات الأهداف الرامية إلى تمكين المرأة اقتصادياً، ورفع نسبة مشاركتها في تنمية المجتمع ومساهماتها في خدمة الوطن وتنميته.