العدد 4139
الخميس 13 فبراير 2020
banner
من أين أبدأ
الخميس 13 فبراير 2020

يقول عبدالحليم حافظ في إحدى أغنياته الجميلة “ابتدي من اين الحكاية”.. نعم من أين أبدأ وكيف وبماذا؟ أحيانًا ينتابني شعور غريب وغريب جدًا، وأتمنى أن أكون مخطئًا، فلا يكاد يمر أسبوع أو شهر بالكثير إلا ونتفاجأ بتصريح غريب عجيب، وعلى القارئ الكريم أن يعذرنا أحيانا وذلك بسبب الحسرة والزعل على كل ما يصدر من تصرفات غير مقبولة، خصوصا إذا كانت صادرة من جهات رسمية، أو ممن يكون محسوبا على الحكومة بحكم منصبه الرسمي، فمن الطبيعي جدًا أن تلاقي تلك التصريحات انتقادات واسعة وردود فعل قوية، إذا أنا لا ألوم من قام بالرد القوي على أي تصريح ليس فيه من المنطق أو العقل أو حتى احترام مشاعر المواطنين.

فهل يعقل كما ذكرت آنفًا أن تقوم شخصيات تمثل السلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية بالتصرف بهذا الشكل! الإنسان العاقل هو من يثمن كلامه أولا، ويدرسه جيدا من جميع النواحي، فهؤلاء لا يمثلون أنفسهم وليست هذه حرية شخصية، لأنهم بكل بساطة يتبعون مواقع عملهم، ولو كانوا غير محسوبين على جهة العمل الرسمية لما كانت ردود الفعل قوية، بل سيتجاهلها الناس لأنهم بكل بساطة لا يعنون شيئا.

هؤلاء سيكونون عاجلا أم آجلا خارج مناصبهم عن طريق تقاعدهم أو انتهاء الدورة الانتخابية وعدم فوزهم في الانتخابات، إذا ما يبقى لهم هو حب واحترام وتقدير الناس ولن يعلموا ذلك إلا عندما يفقدونه. يقول المثل الشعبي المعروف (لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك)، فالإنسان يجب أن يعرف متى يدلي بدلوه، وماذا يقول وأية رسالة يريد أن يوصلها للجمهور الواعي والمثقف والذي يستحق كل احترام وتقدير.

هذا الشعب الذي أثبت نقاء معدنه في جميع المواقف الصعبة وبجميع أطيافه، وخير مثال وقفته وفرحته وخروجه إلى الشوارع والسهر حتى طلوع الشمس للاحتفال بفوز المنتخب الوطني بكأس الخليج، هذا الشعب الأبي وقف خلف قيادته وقال كلمته، مؤكدًا ولاءه وانتماءه لهذا الوطن الغالي، والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذا هو جزاء الناس؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .