العدد 4126
الجمعة 31 يناير 2020
banner
“أفيدونا... نلوم من؟”
الجمعة 31 يناير 2020

وافق مجلس الشورى على اقتراح بقانون في جلسته الأخيرة المنعقدة بتاريخ ٢٦ يناير الجاري على إنشاء مركز طبي متخصص للقيام بعمليات استئصال ونقل وزرع الأعضاء البشرية، حيث ينص القانون على إمكانية تمويله من الهبات والتبرعات ومساهمات المرضى القادرين غير البحرينيين، بالإضافة إلى الاعتمادات التي تخصصها الدولة. إذ يهدف الاقتراح بقانون إلى حماية الأشخاص الذين تنقل منهم أو إليهم الأعضاء، ومنع الاتجار في البشر بتشديد العقوبة على مخالفة أحكام القانون.

وفي المقابل، قال الشوري الدكتور أحمد العريض في مداخلة له في الاجتماع إن عائلة المؤيد قامت مشكورة بتقديم مليون دينار ونصف المليون لإنشاء مركز للتبرع بالأعضاء ولكن البيروقراطية أعاقت المشروع ولم تر النور!


وللعلم هذه المداخلة منشورة في الصحف المحلية وهي كذلك مدونة في مضبطة الجلسة، وبودي هنا أن أقف عند هذا الحد من مداخلته التي تتسم بالجرأة والشجاعة والصدق والحسرة، فهل لكم أن تصدقوا هذا الكلام وهل يعقل ذلك وكيف ولماذا ومن وقف أمام تنفيذ هذا المشروع؟! أسئلة كثيرة نريد أن نجد جوابًا شافيًا وصادقًا لها، والسؤال الذي يطرح نفسه، من المسؤول عن فشل المشروع وهل قامت الحكومة بالتحقيق حول هذا الموضوع إن كانت على علم.


تصوروا يا جماعة... مشروع إنساني حيوي كهذا لم ينفذ بسبب الإجراءات البيروقراطية! ولا تسألوني عن تفاصيلها. في اعتقادي إن هذا الموضوع يجب أن لا يمر مرور الكرام، والسلطة التشريعية يجب أن تقوم بعملها من خلال قنواتها ووسائلها القانونية وأدواتها البرلمانية، ولا أدري إذا ذكر ديوان الرقابة المالية والإدارية في تقريره السنوي هذا المشروع.


تصوروا معي.. عائلة بحرينية ميسورة غنية عن التعريف ويشهد لها بالبنان، عائلة المؤيد الكرام، والكل يعلم كم مشروعا قاموا بالتبرع به خدمة للمواطنين والوافدين على حد سواء، هذه العائلة الكريمة بادرت بتخصيص مبلغ كبير لهذا المشروع الذي يخدم المواطنين ويوفر على الحكومة مبالغ طائلة.


هذه المشاريع الإنسانية والضرورية التي نفتقدها يجب أن تعطى جل اهتمام المسؤولين وهي تعتبر من أنبل الأعمال، وإن شاء الله ستكون في ميزان حسنات الجهة المتبرعة، والكل يعلم أننا بأمس الحاجة إلى مشاريع كثيرة لا تعد ولا تحصى.


أنا على ثقة بأن وزارة الصحة على سبيل المثال وليس الحصر، إذا أخذنا هذا المركز مثالًا، لو قامت بمخاطبة الشركات والبنوك والعوائل البحرينية الميسورة بأن تقدم دعمها لهذا المشروع فإنها لن تتردد إذا كان التمويل المقدم ليس كافيًا لإتمامه، لا أن يتم قتل المشروع.


سؤال أتمنى أن أجد جوابًا له، داعيا من الله عز وجل أن يرى هذا المشروع النور قريبًا وقريبًا جدًا. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية