العدد 4133
الجمعة 07 فبراير 2020
banner
هل انتهى فعلا الانتقام الإيراني لاغتيال سليماني؟ (2)
الجمعة 07 فبراير 2020

يمكن أن نكتشف قريبًا أن إيران جادة حقًا في سعيها إلى الانتقام؛ إذ إن النظام الإيراني يحتاج إلى فعل يضخ الحياة في شرايينه، في مواجهة الضغوط المتزايدة في الداخل، ربما تختار الجمهورية الإسلامية إعادة توجيه الغضب العام ضد عدوها الولايات المتحدة، وبالتالي الحصول على دعم الشعب، حتى لو كان لفترة قصيرة فحسب، كما شهدنا في الأيام التي تلت اغتيال سليماني.

مع ترك مساحة صغيرة للتنفيس عن الإحباط المتزايد من ارتفاع معدلات البطالة والمستقبل الاقتصادي الكئيب، فإن النخبة الحاكمة في إيران قد تركز رهاناتها على الحرب لتأمين بقائها في السلطة بشكل أفضل، ويعود بنا هذا التحليل إلى الماضي، حيث يجادل البعض بأن نجاح إيران الثوري يعود إلى قرار صدام حسين اختراق دفاعاتها العسكرية، ومع توجيه مدافع العراق حينذاك إلى قرى إيران ومدنها، احتشد الإيرانيون حول روح الله الخميني، متعهدين بالقتال من أجل الوطن حتى النهاية.

وبالنظر إلى المعطيات التي ذكرتها، يمكنني القول إن إيران لا تمتلك القدرة على التصعيد فحسب، لكن لديها كل الحوافز للقيام بذلك، من خلال الوكلاء والحرب غير المتماثلة، لتجنب إثارة رد فعل فوري من الولايات المتحدة. وتأتي محاولة الهجوم على أرامكو بشكل مباشر ضمن المنطق المتمثل في الانتقام المريح، حيث أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن أنها شنت هجومًا واسعًا على مواقع في منطقة جازان السعودية طال منشآت لشركة “أرامكو” النفطية ومطارين وقاعدة عسكرية، وعلى الرغم من أن الهجوم تم إحباطه من قبل نظام الدفاع الجوي في المملكة العربية السعودية، إلا أن المزيد من المخاطر على سلامة المنشآت النفطية لا تزال ممكنة، فضلا عن التأثير الذي سيحدثه هذا التصعيد على الأسواق العالمية، ولا شك في أن الولايات المتحدة أصبحت أقل اعتمادًا على النفط الأجنبي مقارنةً بالماضي، إلا أن الارتفاع المتواضع للأسعار قد يؤدي إلى حدوث ركود أوسع في اقتصادها، تمامًا كما حدث في عام 1990، وفي حين أن صدمة أسعار النفط ستعزز أرباح منتجي الطاقة الأميركيين، فإن الفوائد ستفوق التكاليف على مستهلكي النفط في الولايات المتحدة (الأسر والشركات).

في هذا السياق، بديهي القول إن اقتصادات العالم ستشعر أيضًا بالضيق، ما قد يؤدي إلى دوامة خطيرة من الأزمات، وبشكل عام، سوف يتباطأ الإنفاق والنمو للولايات المتحدة، وكذلك النمو في جميع الاقتصادات الرئيسية المستوردة الصافية للنفط، بما في ذلك اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا ومعظم الدول الأوروبية، لكن النفط ليس سلاح إيران الوحيد، وقد تثبت الهجمات الإلكترونية في وقت قريب أنها عنصر أساس في ذخيرة طهران الانتقامية. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .