نظرت محكمة الاستئناف العليا الجنائية الخامسة في استئناف مقيم أربعيني محكوم عليه بالإعدام لقتله آسيويا في شقته بمنطقة الحورة دون أية مبررات أو خلافات شخصية بينهما، وقضت محكمة التمييز بنقض الحكم وبإعادته لمحكمة الاستئناف لتنظر فيه من جديد في وقت سابق، وأمرت بتكليف النيابة العامة بجلب كافة التقارير المتعلقة بالقضية، وقررت إرجاء القضية لجلسة 12 فبراير الجاري.

وكانت محكمة التمييز قد قضت في وقت سابق بنقض حكم الإعدام بحقه بعدما أيدت محكمة الاستئناف في وقت سابق عقوبة الإعدام مع إبعاده نهائيا عن البلاد؛ وذلك نظرا للقصور في تسبيب الحكم.

وكان القاتل قد اعترف أنه قتل متعمدا الوافد الآسيوي بمنطقة المنامة لمجرد أن شاهده وهو بحالة سكر، فلحق به مصمما على قتله حتى وصل إلى مسكنه، إذ تعدى عليه بالضرب والخنق حتى لفظ المجني عليه أنفاسه الأخيرة بين يديه حال كونه مربوطا من اليدين والرجلين.

وانتهك المدان حرمة جثة القتيل بمحاولته إخفاء آثار جريمته باستعمال مواد كيميائية، كما ظلل المحققين، من خلال كتابته لعبارات عنصرية ودينية على جدار مسكن المجني عليه، ليوحي لهم بأن دوافع ارتكاب الجريمة دينية وطائفية، خلافا للحقيقة.

فيما ألغت محكمة الاستئناف السابقة عقوبة الحبس لمدة 3 سنوات المحكوم بها على الجاني، والذي لم يفلح في الحصول على وظيفة طيلة فترة تواجده في المملكة التي لم تتجاوز 5 شهور فقط قبل ارتكابه للواقعة؛ وذلك لسرقته بعض ممتلكات القتيل، كما أيدت أيضا الأمر بإبعاده نهائيا عن البلاد عقب تنفيذ العقوبة المقضي بها.

وكانت محكمة أول درجة قررت في أسباب حكمها أنها استمعت إلى جميع الشهود في القضية كما استمعت إلى الأطباء النفسيين، كما ورد بخطاب مستشفى الطب النفسي الذي أكد أن المدان لا يعاني من أيه أعراض خلال ارتكابه للواقعة، وأنه كان مدركا لما يقوم به وقادر على التمييز ما بين الصواب والخطأ.

وأضافت أن نية القتل كانت متوافرة لدى القاتل وذلك بالمظاهر الخارجية، إذ تمكن من تقييد المجني عليه مستغلا عجزه كونه في حالة سكر ثم خنقه بواسطة يده وجلوسه على ظهره ولم يقم إلا بعد أن تأكد أن روح المجني عليه أزهقت، مما لا يدع مجالا للشك بتوافر نية إزهاق روحه وينم عن وحشية الجاني لا حد لها، مؤكدة اطمئنانها لأدلة الإثبات في الدعوى ولا مجال للتشكيك في صحتها.