+A
A-

المسقطي: مهرجان البحرين يلامس البعدين المحلي والعربي

تتواصل وتيرة تحضيرات نادي البحرين للسينما لمهرجان البحرين السينمائي مع قرب عقد دورته الأولى خلال الفترة من ٤ إلى ٨ مارس المقبل والتي تتزامن مع احتفالات النادي بمرور أربعين عاماً على تأسيسه.

وقال رئيس نادي البحرين للسينما نادر المسقطي إن فعاليات مهرجان البحرين ستشهد على هامشها تدشين هوية ثقافية جديدة للنادي وصفها بنقلة كبيرة في ظل الحاجة إلى مواكبة التطورات المتسارعة في عالم صناعة السينما.

وأوضح نادر المسقطي إن الهوية الجديدة ستبرز بصورة لافتة في مقر النادي ومن خلال قاعة العرض مؤكداً إن أبرز ملامح هذه الهوية ستكمن في دخوله مرحلة جديدة من النشاط.

هنا نص المقابلة كاملة مع رئيس نادي البحرين للسينما:

*ما هي أسباب تحويل مسابقة الأفلام التي أقامها النادي على مدى العامين الماضيين إلى مهرجان البحرين السينمائي؟

-نادي البحرين للسينما يعتبر من أوائل المؤسسات المعنية في منطقة الخليج العربي التي اهتمت بمختلف الفعاليات السينمائية مبكراً، فحقبة التسعينيات شهدت تنظيم النادي فعالية أيام السينما المصرية الجديدة قبل الإنتقال لتنظيم مهرجان السينما العربية في العام ٢٠٠٠ وكان الأمل أن أن يتحول إلى أحد أوائل المهرجانات في المنطقة، كما كان لنا تجرية أيضاً مع مسرح الصواري عبر إقامة مسابقة خاصة بالأفلام، وقبل عامين قررنا الإستفادة من كل هذا المخزون من الخبرات في تطوير التجربة مع مراعاة التدرج الذي يراعي إمكانات النادي المادية، فأقمنا في العام ٢٠١٧ مسابقة للأفلام القصيرة وشارك فيها ١٥ فيلماً في الدورة الأولى، ثم ارتفع العدد إلى ٢٥ فيلماً في الدورة الثانية في العام ٢٠١٨، وقد شهد العام الماضي ٢٠١٩ تداولاً نشطاً داخل نادي البحرين للسينما لفكرة تطوير المسابقة لتكون مهرجاناً يلامس البعدين المحلي والعربي بمراعاة مسألتين مهمتين، تتصل الأولى بالتدرج والثانية بالتركيز على المضمون خصوصاً مع إمتلاك النادي خبرة تصل إلى أربعين سنة.

*هل تطمحون إلى تجاوز عثرات الماضي التي أعاقت إستمرار مهرجان السينما العربية أكثر من دورة واحدة، بمعنى هل سيكون مهرجان البحرين السينمائي حدثاً سنوياً؟

-نعم، بكل تأكيد، هذا طموحنا، من خلال الإستفادة من كل التجارب السابقة أولاً ثم من خلال عقد الدورة الأولى بشكل يتلاءم وإمكانياتنا، طموحنا أن نتطور سنوياً ونعوّل على دعم الجهات المعنية، نعم تلقينا دعم من بعض الجهات لكننا نأمل في المزيد، نحن نحاول التركيز على المضمون وترشيد النفقات بما يضمن إستدامة المهرجان بصورة سنوية.

*ما الذي يمكن أن تقدمه مثل هذا الفعاليات لصانع الفيلم البحريني؟

-المهرجان يعتبر فرصة مواتية للخروج من الدائرة المحلية إلى الدائرة العربية من خلال توفير منصة للعاملين البحرينيين في صناعة السينما وضمان احتكاكهم بالخبرات العربية وبالأخص في مجال الإخراج، موضحاً أن صنّاع الأفلام القصيرة بوسعهم تطوير قدراتهم من خلال فعاليات المهرجان قبل الإنتقال مستقبلاً للأفلام الطويلة، إضافة إلى أن أحد أهداف مهرجان البحرين السينمائي هو وضع البحرين على خارطة المهرجات العربية، يمكن القول إن المهرجات الخليجية وبعد مهرجان دبي السينمائي أصبحت "فقيرة" أمام ضخامة هذا المهرجان، وبالنسبة للبحرين فهي تملك كل مقومات إقامة مثل هذه المهرجانات، اللافت هنا إن مهرجان البحرين السينمائي يتزامن مع إعلان المنامة عاصمة السياحة العربية، والتأكيد على السياحة الثقافية يعتبر إحدى المكاسب المنتظرة من المهرجان).نأمل أن يساهم المهرجان في حل أزمة كتابة السيناريو من خلال عقد ورش متخصصة باعتبار إن السيناريو المتميز أهم مقومات الفيلم الناجح، نأمل أيضاً أن تنجح الورش في جذب الكتّاب الشباب لتقديم مشاريع تتنافس مع بعضها وصولاً إلى تكريم السيناريو الفائز بدعمه وتبنيه من قبل النادي.

*ما هو الدور الذي يلعبه نادي البحرين للسينما في تطوير الحركة السينمائية في البحرين؟

-النادي معني في الأساس بتطوير الملكات السينمائية لدى الجمهور، لكنه ونتيجة لفقر الدعم الموجود للسينمائيين، تطور دور النادي ليشمل احتضان السينمائيين عبر استضافة عروضهم وتقديم الورش التدريبية، وبناء جسور للتواصل بينهم وبين صنّاع السينما العرب إضافة إلى تقديم الدعمين الفني والمعنوي.

*كيف تؤثر المهرجانات على صناعة السينما في البحرين وهل تنجح بالتأثير على ذوق المشاهد؟

-المهرجانات تطرح صناعة سينمائية مختلفة عن المطروح في السوق، بخلاف إن الأفلام المتميزة لا تبقى أكثر من أسبوع في دور السينما، فتمر مرور الكرام، من دون أي إهتمام نقدي ولا ترويج، وفي المهرجانات يتم طرح وترويج أفلام متميزة مع توفير نواحي نقدية من خلال المهرجان يسهم في تطوير الوعي السينمائي عند الجمهور من خلال الندوات واللقاءات المتنوعة مع صنّاع السينما، اضافة الى ذلك فإن المهرجانات تستهدف المهتمين بالسينما الجادة من فئات الجماهير المختلفة، وبالنسبة لنا فتركيزنا على فئة الشباب لأنهم الأكثر إقبالاً على السينما باعتبارها أداة وعي وتوثيق.

*تبنيكم لجائزة مركز تفوق ومشاركتكم لهم في هذه الجائزة وهي جائزة معنية بشؤون المرأة إلى أي مدى يمكن للسينما أن تأثر على قضايا المجتمع؟

-من المهم للمهرجان أن يتبنى قضية مجتمعية ولا ينحصر فقط في العروض السينمائية، وكما أشرت سابقاً فنحن نأمل في تحقيق العديد من الأهداف سواء على مستوى سمعة البحرين الثقافية أو بتقديم الإسناد المطلوب لصنّاع السينما، لذلك فإن التعاون مع مركز تفوق يأتي في السياق ذاته عبر تبني رسالة المركز في دعم قضايا المرأة، وأشير هنا إلى إن المعنيين بمركز تفوق يملكون الخبرة ومتواجدين ضمن لجنة التحكيم الخاصة بجائزة المركز، كل ذلك من شأنه جذب المزيد من الضوء سواء لقضايا المرأة باعتبارها العنوان الأبرز في هذه الجائزة أو غيرها من عناوين مجتمعية يتم التوافق عليها مستقبلاً، فالسينما تملك القدرة على صناعة التأثير وهذا أحد مكامن جاذبيتها وسحرها.

*هل ينطبق ذلك على دعم فئة طلبة الجامعات دون غيرها وتخصيص جائزة البحرين السينمائي لأفضل فيلم طلبة؟

-كما أشرت سابقاً، نحن نحاول استقطاب الشباب المهتم بالسينما، وهذا يعني بالضرورة عكس هذا الإهتمام على طلبة الجامعات والذين يعتبرون الشريحة الأهم سواء من المتخصصين بالصناعة السينمائية من الدارسين في قسم الإعلام مثلاً أو غيرهم من طلبة التخصصات الأخرى ممن تتحول اهتماماتهم وتزيد بالدراسة الأكاديمية مع تراكم خبراتهم ودخولهم في مثل هذه المسابقة التي أعلنا عنها وخصصناها لهم.

*هل من كلمة أخيرة؟

-رسالتي لكل المهتمين هي، إن نادي البحرين للسينما هو مؤسسة معنية بتطوير الوعي السينمائي للجمهور وتثقيفهم بخلاف كونه يحمل الطابع الترفيهي، ونجاحه في تحقيق أهدافه مرتبط بصورة كبيرة باتساع دوائر الشركاء الفاعلين والمؤثرين سواء من مؤسسات القطاع العام أو الخاص أو من قطاع المهتمين والمعنيين بصناعة السينما وكل الأمل أن يكون مهرجان البحرين السينمائي هو النقلة التي نحتاجها لتحقيق الأهداف وكسب المزيد من الشركاء.