كما كان سببًا ومشرفًا على قتل آلاف الأبرياء في أماكن كثيرة منها سوريا والعراق، قتل وأصيب عشرات الأشخاص في “التدافع” على “جنازة” الإرهابي الإيراني قاسم سليماني في مسقط رأسه كرمان، بعد أن تدفق “ملايين” المشيعين.
لكن هناك فارق كبير بين الصنفين من الضحايا، فمن قتل على يد هذا المجرم هم من الأبرياء الذين امتلكوا شجاعة مقاومة بطشه وقمعه ومعداته العسكرية وميلشياته الإرهابية وعملائه المنتشرين الذين لا هم لهم سوى جني المال دفاعًا عن باطل وانتصارًا لأجندة طائفية تسعى لإثارة الفتنة والقلاقل وتقسيم المنطقة.
أما الصنف الثاني الذي سقط “حبًا” في هذا المجرم ورغبة في وداعه وإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه، فهم ضحايا غياب الوعي أو ما تعرضوا له من غسيل مخ جعلهم يقدسون أمثال هذا المجرم الإرهابي ويتعامون عما اقترفه من جرائم وما ارتكبه من مجازر بشعة ليس في حق أبناء الشعوب الأخرى المجاورة لهم، بل بحق أبناء الشعب الإيراني نفسه، وصدقوا أن سليماني كان صاحب قضية مشروعة ويدافع عن مبدأ فضيل ويسعى لتحرير القدس.
هؤلاء نسوا أو تناسوا ما يعيشونه منذ فترة من وضع مأساوي، ولم يتوقفوا عند حقيقة أن الحرس الثوري الذي كان ينتمي إليه سليماني هو المسؤول الأكبر عما تعانيه بلادهم من أزمات وعن الوضع الخانق الذي يعيشونه، كونه المهيمن على الاقتصاد الإيراني والمتحكم في مفاصله والموجه لموارده والقابض على استثماراته ومشروعاته في كل القطاعات.
فالحرس الثوري الإيراني يتحكم بمقدرات اقتصاد إيران (من 20 – 40 %) ويقوم بنهب خيرات البلاد لخدمة الملالي وأجنداته الطائفية في المنطقة والعالم ودعم الميليشيات الإرهابية والمتطرفة، مستخدمًا في ذلك أذرعًا عدة أهمها، قاعدة “خاتم الأنبياء البناء”، والتي تعد إحدى أكبر المؤسسات الاقتصادية في إيران وتسيطر على أكثر من 800 مؤسسة تجارية شبه حكومية ومساهمة في كل المجالات.