العدد 4106
السبت 11 يناير 2020
banner
تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع
السبت 11 يناير 2020

أعلم تمامًا أن مقالي اليوم ربما لن يعجب البعض، بل سيستنكرونه بأشد العبارات، وأنا مستعد لتقبلها بصدر رحب، وكما يقال الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، كما أنني على قناعة تامة بأن هناك الكثير من القراء سيشيدون بوجهة نظري، بل سيشكرونني على ذلك بسبب الجرأة في طرح الموضوع.

تطالعنا بعض الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من التصريحات التي هي بصراحة تامة وبدون أدنى مجاملة كما قلت آنفًا لا تسمن ولا تغني من جوع! بعض المسؤولين في الدولة يسارعون في إرسال تصريحات إلى الصحافة بخصوص بعض القرارات التي تتخذها الحكومة في صالح المواطنين. نعم... الحكومة الرشيدة لا تقصر وتبذل الغالي والنفيس لاتخاذ القرارات الصائبة وتستحق كل الشكر والتقدير وفي الواقع هي لا تنتظر منا أن نطلق تلك التصريحات، فهي أي الحكومة تعمل في كل ما هو في صالح المواطن، وتعمل بكل هدوء وعبر قنواتها الرسمية لتنفيذ الكثير من المشاريع والبرامج التنموية التي لا أستطيع ذكرها هنا لضيق المساحة. يقول المثل المشهور “أهل مكة أدرى بشعابها”، وهذا ما ينطبق على الحكومة التي تعمل جاهدة على تحقيق أهدافها الاستراتيجية، كما أنها أكثر واقعية فيما يمكن تحقيقه، وبعيدة كل البعد عن إثارة الرأي العام، فهي في كثير من الأوقات تعمل وكأنها تمثل السلطة التشريعية من خلال طرحها الكثير من البرامج والمشاريع التنموية وبشكل أسرع.

في المقابل، نجد هؤلاء الذين ذكرتهم ليست لهم أية مساهمة أو دور أو حتى اهتمام بما يحدث! فقط الظهور إعلاميا لكسب تعاطف المواطنين! لابد من الاستفادة من تلك المساحات فيما هو مفيد وصالح للمواطنين ويسهم في تطورنا ورفع شأننا، ألا ترون أن نشر مثل هذه التصريحات إهدار للوقت والمال ولا يضيف شيئا مفيدا للمواطنين.

ما أريد قوله هو أننا بحاجة إلى معالجة هذه التصرفات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه فيما يخص ممارسات وسلوكيات خاطئة كثيرة نراها في ازدياد. البناء يتطلب مساهمات وأفكارا ورؤى خلاقة وجهودا وعملا جادا من أبناء هذا البلد المعطاء. ربي اجعل هذا البلد آمنا مستقرًا مزدهرًا واحفظ قيادته من كل مكروه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .