العدد 4090
الخميس 26 ديسمبر 2019
banner
“حل توفيقي”
الخميس 26 ديسمبر 2019

سبق أن كتبت في إحدى مقالاتي عن الإتيكيت والذوق العام والممارسات الصحيحة في مراسم مجالس العزاء، لكن كما يقولون لا حياة لمن تنادي، أو كما يقول المثل الشعبي “تنفخ في جربة مقضوضة”! فالكل منا يذهب إلى مجالس العزاء سواء كانت في البيوت أو الصالات الخاصة التي أنشئت لهذا الغرض الذي يعتبر رائعًا وسهلا على الكثير من الناس، والشكر موصول لجميع العوائل البحرينية التي قامت بهذا العمل الجبار ليكون في ميزان حسناتهم. الجميع يشاهد ما يحدث في تلك المجالس من “هرج ومرج” من قبل المعزين، والكثير منهم يستغل تواجده في إبرام صفقات تجارية! ويأتي ذلك أمام مرأى أهل الميت حيث الضحك بصوت عال من دون مراعاة لمشاعر أهل الميت!

بالله عليكم هل هذا لائق، كيف يمكن أن أتقبل (إذا كنت من أهل المتوفي) هكذا وضع، وأنا في الوضع الصعب لفقدان عزيز لدي، إذا هناك خلل وممارسات غير صحيحة نتبعها في مجتمعنا، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا نريد الاستمرار بها، ولماذا لا نغيرها بأنفسنا، وأنا على ثقة بأن التغيير إلى الأفضل سر نجاح أي مجتمع.

قال تعالى في كتابه الكريم “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”، لقد بح صوتنا ونحن نؤكد ضرورة تغيير تلك التصرفات غير المستحبة، لا شك بأننا في البحرين نحرص جميعا على القيام بهذا الواجب الأدبي والديني وهي عادة حسنة جدًا ونرجوا أن تتوارثها الأجيال القادمة. وأنا هنا أود أن أطرح اقتراحًا أراه جيدًا ويمثل حلا توفيقيا أو مثاليًا من وجهة نظري الشخصية، متمنيًا أن يلقي ظلاله على تلك المجالس والقائمين عليها.

الاقتراح هو أن يتم تشغيل جهاز تسجيل لآيات من الذكر الحكيم وذلك طوال فترة استقبال المعزين، وبذلك نكون قد حققنا الهدف نظراً لأن الناس تضطر للخشوع عند سماع القرآن الكريم، ويتهيأ لي بأن هذا سيضع حدًا لتلك التصرفات غير المسؤولة.

الإنسان بطبيعته يقاوم التغيير أو تغيير سلوكيات متبعة حتى لو كانت خاطئة، أو كما يسمونه بـ “العرف” أو التقليد المتبع، وهذا هو عيبنا الدائم ولا نملك الجرأة والشجاعة للتغيير، يقول المثل الصيني “رحلة الألف ميل تبدأ بأول خطوة”. نأمل أن يلقى الاقتراح آذانًا صاغية وذلك للمصلحة العامة. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .