العدد 4103
الأربعاء 08 يناير 2020
banner
مقتل سليماني بداية قديم
الأربعاء 08 يناير 2020

قُتل قاسم سليماني قائد الجريمة الإيرانية – الأوبامية بحق الشعبين في سوريا والعراق، فعدم النظر للموضوع في هذا السياق، يعتبر تضليلا، حيث لا يمكن فصل حضور قاسم سليماني كممثل للولي الفقيه في قتل السوريين والعراقيين، إلا انطلاقا من الضوء الأخضر الأوبامي، ولم يكن أحد في العالم يسمع عن قاسم سليماني، قبل أن يفوضه خامنئي بقتل السوريين، باتفاق صريح مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، تماما كالاتفاق مع بوتين الذي بقي ضمنيا، من أجل نفس الهدف أي وأد ثورة السوريين من أجل حريتهم، هذه الملاحظة يجب ألا تغيب عن الذهن، وتتلخص أيضا في أن بوتين نفسه، يزبد ويرعد نتيجة هذا التفويض الأوبامي.

قاسم سليماني قتله الأميركان مع مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي، ليس فقط من أجل الهجوم على السفارة الأميركية، وإن كان هذا سببا مباشرا، لكن لا يمكننا عزله عن سياقين آخرين: الأول وضع الرئيس ترامب الداخلي، ومحاولته الخروج من مأزق الهجوم الديمقراطي عليه كي لا يستطيع النجاح في الانتخابات القادمة، والثاني هو محاولة ترامب تقويض بعض ما بناه أوباما في المنطقة، كرد غير مباشر من قبل ترامب والجمهوريين، والدليل هو الهجوم الذي تعرضت له إدارة ترامب من الديمقراطيين على العملية الأميركية في العراق ومقتل سليماني.

الديمقراطيون لا يريدون أي تحرك ترامبي يقوض ما بنوه بالكامل مع اتفاق أوباما-خامنئي. هم يريدون استمرار نفس اللعبة بقواعدها القديمة وشخوصها أيضا، ولا أظن أن ترامب وإدارته في وارد تغيير جذري لقواعد اللعبة في المنطقة، بل محاولة ترسيخ دور للجمهوريين فيها، ترسيخ دور مستدام، بعدما كنس أوباما رموز الاعتراض على سياسته في العراق والمنطقة، باتفاقه الحقير مع خامنئي، خدمة لإنجاز رؤيته للمنطقة وحقده على شعوبها.

وخارج قتل سليماني السوريين والعراقيين واليمنيين، لا دور له في هيكلية النظام الإيراني، بل لا يتعدى كونه صبيا من زعران الولي الفقيه، كحسن نصر الله وقادة الحشد، يختلف عنهم في أنه ممثل الولي الفقيه في التعامل معهم، أما داخليا فهو لا قيمة له، تماما كبوتين لو جردناه من الملف السوري، الذي قدمه له أوباما... ماذا يتبقى لروسيا من دور عالميا خصوصا بعد إنهاء النزاع مع أوكرانيا؟ لو كان الأميركان بقيادة ترامب جادين في تغيير قواعد اللعبة لكانوا قد ضربوا في إيران، كرد على مقتل مواطنهم في العراق رجل الأعمال ورد على الهجوم على السفارة في بغداد. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .