العدد 3643
الجمعة 05 أكتوبر 2018
banner
فـي الاتهــام ونقضه! (2)
الجمعة 05 أكتوبر 2018

إن مقتضيات المعركة الراهنة لتثبيت الالتزام بـ “الاتفاق النووي” اقتضت وتقتضي ملاقاة الاتهام بالنفي الفوري! وهذا له تتمة حتميّة، بمعنى أن المواقع التي قال نتنياهو إنها مخابئ سرّية حول طهران لتخزين المواد النووية، يمكن أن تفتح أمام المحققين الدوليين التابعين لمنظمة حظر الأسلحة النووية من أجل التحقق منها! واللوجستيات ليست شغلتنا، إنما الإطار العام للموضوع، وهذا يدلّ على أنّ طهران تجيز لنفسها ما لا تجيزه لأتباعها، وتسعى إلى احتواء أي معطى قد يؤثر سلباً على مصالحها الذاتية و”أمنها القومي” واستقرارها الداخلي بالطرق التي تراها مناسبة وعملية وخارج منظومة الأدلجة الجهادية برمّتها! في حين أن ملحقاتها وأتباعها في مكان آخر!

يمكن بهذا المعنى المباشر أن يُطرق الموضوع الخاص باتهام “حزب الله” بإنشاء مصانع صواريخ داخل أو في جوار الأحياء السكنية في بيروت وضاحيتها من زاوية مباشرة تتصل بالبعد المدني بشراً وحجراً، وفي هذه “اللعبة” الدقيقة والخطيرة ليس المطلوب التورّط في النفي أو التأكيد، ولا كشف أسرار كبيرة وخطيرة، بل التصرف بمسؤولية تامة إزاء أمن البيئة المدنية المقصودة والمرفق الجوي الوحيد بين لبنان والعالم الذي هو “مطار رفيق الحريري الدولي”!

“لا تحتاج إسرائيل إلى ذرائع لشنّ اعتداءاتها” نظرية صحيحة لكنها نسبية، و”الخرائط” التي عرضها نتنياهو أمام العالم هي تنصّل مسبق (أو محاولة ذلك) من المسؤولية عن ارتكاب مجزرة في حق اللبنانيين في أية حرب، أو معركة محتملة! وليس عيباً ولا نقيصة “جهادية” تسفيه الاتهام الإسرائيلي وإظهار مسؤولية ذاتية تجاه البيئة المدنية ومرافق الدولة وبُناها التحتية ومطارها الدولي والطرق الواصلة إليه، ووضع المصلحة الوطنية العليا قبل مقتضيات “العمل المقاوم” أقلّه في هذه الجزئية الخطيرة!. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .