في البرنامج الانتخابي للجمعية المنحلة (وعد) للعام 2006 فقرة تقول “عدم استغلال المنابر الدينية في إثارة الفتنة الطائفية، وأنها - أي الجمعية - ضد محاولات شق الصف الوطني وعمل مخططات لضرب الوحدة الوطنية”، ومن الطبيعي جدا طرح هذا التساؤل، ماذا كان دور الجمعية في محاولة الانقلاب الفاشلة في 2011، ومن الذي انخرط مع جماعة الدوار وصعد على تلك المنصة الشهيرة التي كان مكتوبا عليها “باقون حتى يسقط النظام”؟، ألم تكن جمعية وعد شريكا مع الوفاق في الأحداث والمواقف والوقائع التي أضرت الوحدة الوطنية وكانت حليفا لمؤيدي مظاهر التخريب والإرهاب؟ من الذي عمل مخططات لضرب الوحدة الوطنية وظهر في انحياز واضح للمؤامرة وكل أشكال الإرهاب والانقلاب والعدوان والتآمر على سلامة البحرين؟ ألم تكن وعد جزءا رئيسا من القاعدة.
ما أريد قوله، إن هذه التناقضات سالفة الذكر تبين على الصعيد السياسي التزييف والفشل والخيانة والانحرافات في ثوب العمل السياسي، فكل الشعارات والبرامج التي كانوا يطرحونها مجرد أكاذيب ومفاهيم بالية ومواقف رجعية، فالجمعية كانت تنظر بلهفة وشوق إلى محاولة سرقة الوطن ووضع العراقيل على طريق تقدمه وازدهاره، والفطاحل المنتمون إليها لهم جذور مرتبطة مع ملالي طهران وليست لهم علاقة أصلا باللعبة السياسية والمعارضة الحقيقية، وجميعهم انكشفوا حينما جلسوا على كراسي الخيزران الإيرانية وقاموا بما قاموا، ومازالت أصابعهم ملوثة بخيانة الوطن.
من الضروري أن نحدد مسارات الأشياء والوقوف على حافة القلب، لا بعيدين عنه، فهؤلاء كذبوا حينما قالوا إنهم سيدعمون المشروع الإصلاحي لسيدي جلالة الملك حفظه الله ورعاه، وسيلتزمون بالعمل الوطني من أجل مستقبل البحرين، فعلى مدى السنوات الماضية كانت خطواتهم سريعة إلى الأمام لتشويه سمعة الوطن والوقوف مع الإرهابيين، ثم يرتدون إلى الوراء هاربين حينما يطلب منهم موقف وإصدار بيان يدين الإرهاب، كانوا يتدحرجون نحو القاع حتى لا يسمعوا ولا ينظروا إلى الإرهاب الإيراني في البحرين.
لقد كانوا مزيفين ومندسين وعلينا أن نكون حذرين من “الكوبي بيست” والأقنعة التي لا نعرفها، فللخيانة ألف ثوب ملون.