هل يمكننا القول إننا نحتاج إلى رهان عظيم وعمل جبار لإنقاذ “الدراما البحرينية” وإعادتها إلى أمجادها التاريخية والزاخرة بالأعمال الرائعة، في ظل هذا الواقع الصعب الذي أصبح علاجه من أهم الواجبات إذا كنا حريصين على شجرة الثقافة والفن والإبداع في البحرين والحفاظ على تراثنا وأعمالنا العظيمة التي سنخلفها للأجيال القادمة.
الساحة الفنية تعاني من عقم وكأن هناك من يقول لا طائل من تقديم المسلسلات البحرينية فلا تأثير لها على الحياة الثقافية والاجتماعية، وعلينا اختيار مستقبل مغاير حتى لو انحدرت الأذواق الفنية، وللأسف يبدو أن علاج هذه الظاهرة ليس سهلا، فالعقم الذي تعاني منه الساحة ليس عقم الموهبة، أبدا... فالمواهب البحرينية أعجزت دول الجوار في تميزها وعلو كعبها وكانت هي دائما سر نجاح الكثير من الأعمال الخليجية، المبدع البحريني سواء في الإخراج أو التمثيل أو التصوير والمكياج والإضاءة وإلخ... كان بمثابة الشمس والهواء والتربة للكثير من الأعمال الخليجية، لكن العقم الذي نقصده هنا هو عقم التشجيع على الاستمرارية وفتح الأبواب للفنانين البحرينيين للعمل في وطنهم، وهم مستعدون للتضحية ودون شروط كما أعرفهم شخصيا فردا فردا، فعجلة الإنتاج في تلفزيون البحرين غير واضحة المعالم والاتجاهات بالنسبة (للدراما) وتربتها غير خصبة ووافرة الثمر للأعمال البحرينية الخالصة، ويحسب للمنتج الفنان قحطان القحطاني بصورة شخصية إنعاش الساحة بعمل يتم تصويره حاليا في ربوع البحرين ويجمع تحت جناحيه أعدادا كبيرة من المبدعين البحرينيين في مختلف المجالات.
الفنان هو المفتاح الأول لتقدم المجتمعات، وإذا كنا قد نجحنا وتميزنا في مجالات كثيرة، فالأمر يتطلب منا إنجازا دراميا فنيا مماثلا بدل هذا الركود، وعلى تلفزيون البحرين خلق الوضع الجديد وتهيئة الأجواء الملائمة للإبداع لأنه الجهة المنقذة والوسيلة التي تنشر الفنان البحريني وتجعله حديث صفحات الجرائد والمجلات الخليجية والعربية، أما وضعنا الحالي، أي وضع الدراما فهو وضع يعوق عملية تطورنا الفكري ويجعل الفنان البحريني أمام الحفر بالأظافر من أجل إنجاز ما يستطيع إنجازه وحيدا، باختصار...على تلفزيون البحرين أن يفتح النوافذ التي تهب منها رياح التقدم ورعاية الفنانين البحرينيين بشكل خاص.