العدد 3416
الثلاثاء 20 فبراير 2018
banner
شخصيات كرتونية
الثلاثاء 20 فبراير 2018

لا يزال بعض «المتذاكيين» الذين يسهرون الليل بطوله، وهم يضربون أخماسًا بأسداس، بحسبات ومعادلات الوصول للمجلس التشريعي، والبلدي، على رهان تام، بأن من وسائل تحقيق هذا الطموح، فتح المجالس، التي لا تتم إلا قبيل موسم الانتخابات بشهور معدودة.

هذه الوسيلة العتيقة، والسمجة، والتي تقتات على استغفال أبناء البلد، وسرقة إرث غيرهم من أصحاب المجالس الشعبية المؤثرة، والتي تكون «دواوينهم» حاضرة دومًا في الذاكرة الوطنية، تجسد انتهازية هؤلاء «المتسلقين» الذين ابتليت بهم البلاد والعباد، وأي ابتلاء؟

وغفل هؤلاء عن أن مجالسهم «الكرتونية»، التي لا تاريخ لها، ولا وجود، ولا هوية، لم تعد مجدية الآن، فالمواطن الذكي، والناضج، والمتمرغ بالظروف القاسية، لن تتغلب عليه ضيافة صينية «سمبوسة» أو «كباب» أو «استكانة» شاي، أو حبيبات تمر، والتي تقدم بمجاملات مقززة.

ولن تتغلب عليه أيضًا، الثقافة المصطنعة، والاهتمام المختلق، والفعاليات المفتعلة، والندوات التي تحضر على عجالة، والتكريمات المضحكة، التي تقدم ممن ليس لهم حضور في المشهد الوطني، أو في التواصل مع الناس.

المواطن يعي حقوقه وواجباته جيدًا، ويعي كذلك معادن الناس، ونواياهم، وإن التجربة البرلمانية، والبلدية المتلاطمة، والتي «شوتّه» بما يكفي، لهي كافية لأن يميز ويفصل ما بين الغث من السمين، وما بين الصالح والمتمصلح.

وإضافة لهذا الوعي التراكمي، الذي يمثل أحد أهم مخرجات المشروع الإصلاحي للعاهل المفدى، سنستمر بدورنا في الصحافة المحلية، بضخ التوعية الشاملة والضرورية؛ لفضح من لا يبادرون بخدمة المجتمع، إلا حين يبدأ المرشحون بتشمير سواعدهم؛ استعدادًا لمعركة الوصول للمقعد الوثير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .