العدد 3373
الإثنين 08 يناير 2018
banner
صمت الجزارين
الإثنين 08 يناير 2018

ثار الشعب الإيراني المكلوم أخيرا، صدحت الحناجر بالشعارات الثورية النابعة عن هواجس الفقر، والجوع، والانكسار، واليأس والقهر.

اشتعلت الشوارع على بغتة، وأحرقت سيارات الباسيج، وداست الأقدام على صور السفاحين، والقتلة، ودعاة الموت، والقتل، والتشطير، والتشرذم، لشعوب العرب، والمنطقة، والعالم.

ومعها، تكرر سيناريو نظام طهران، فوصمت الثورة بالفتنة، وبالعمالة لقوى الاستكبار، وأطلق كلاب الشوارع، وبلطجية الحرس لاستباحة المتظاهرين، فقتل منهم من قتل، وهدرت دماء، وأهينت كرامات، خرجت لتطالب بحقوقها.

وقبالة ما يفعله النظام، من استبداد، واستنزاف لثروات شعبه، فإنه يسير اليوم رغما عن أنفه، على خطى الشاه، فالتاريخ دول، ولطالما قال إن الكلمة الفصل هي للشعوب الناشدة الحرية.

وبسياق ما تنقله الشاشات الفضية، من مشاهد بطولية ومؤلمة لثورة الشعوب الإيرانية، وفي سياق ما تنقله الصحف، ووكالات الأنباء، ووسائل التواصل الاجتماعي، أتساءل.. أين هي الأقلام التي تتشدق بحريات الشعوب لدينا، والتي تتربص بكل شاردة وواردة للمهام القتالية لقوات التحالف العربي باليمن؛ لتشكك، وتنتقد، وتدس السم بالعسل؟

أين هي الدكاكين الحقوقية التي تدعي بأنها تمثل حقوق الشعوب بالعالم؟ أين هم النشطاء، والمثقفون، والساسة، وممثلو الجمعيات السياسية، والمغردون الذين خرجوا في 2011 ليتشدقون بأنهم صوت الاعتدال ومطالب الشعوب، وبقية هذا الهراء؟

واقع التجربة يقول إنكم أنتم السفاحون الحقيقيون، وأنتم الجزارون، والمتربصون لاستباحة الشعوب وإقصائها، ونحرها، لأسباب معلومة. نعيها جيدا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية