العدد 3360
الثلاثاء 26 ديسمبر 2017
banner
يقظة أمنية مشرفة
الثلاثاء 26 ديسمبر 2017

تابعت بإعجاب وتقدير بالغَين حيثيات القضية المتعلقة بأحكام المحكمة العسكرية الكبرى يوم أمس، وما تخللها من وصف دقيق لوقائع ما جرى، بدءا من تتبع عناصر الخلية، ورصدهم، ومتابعتهم، وإسقطاهم واحدًا تلو الآخر، والكشف من خلال التحقيقات المعمقة فيما بعد، ما خطط له، ومن طرف ماذا، ولأجل ماذا.

وتؤكد هذه اليقظة الأمنية الزاهرة بأن البحرين محمية بعد الله عز وجل برجالات صدقوا الله على ما عاهدوه عليه، وفاء، وتضحية، وإيماناً، وقناعة، بالمبادئ الأصيلة التي تقوم عليها عقيدتهم العسكرية والوطنية، والتي تدور بفلك الدفاع عن الوطن، والذود عن ترابه، وحدوده، وسلامة مواطنيه، والحفاظ عليه آمناً، من خفافيش الظلام، وثعابين الليل، وزواحفه.

ويعكس تجنيد الخلية الإرهابية، الإيرانية الصنع، لعنصر بقوة الدفاع، وإغراقه بالمال والمخدرات والنساء، التوجه الفكري لهذه العناصر ولمن يقف خلفها، والتي يقوم على شراء الذمم، والمبادئ، والقيم.

كما أن استهداف شخص القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ليس بالأمر المستغرب، فعلاوة على الهامة العظيمة لهذه الشخصية الاستثنائية، والتي أسهمت بوضع اللبنات الأولى لقوة دفاع البحرين، وكان لها دور كبير في تطوير الوحدات القتالية والتعبوية والنظامية لكافة الوحدات، والعبور بالجيش إلى المستقبل، ليكون مثالاً يحترم، ويثمن، وينظر إليه بتقدير وإعجاب على مستوى المنطقة والعالم.

فإن استهداف شخصه، كان يرمي أيضاً لإحداث الفوضى والبلبلة بربوع البلاد، عبر اغتيال قائد الجيش، أو إصابته على الأقل، كما ورد بجلسة المحكمة الثانية، وإيصال رسالة عنيفة للداخل والخارج بأن الأمن القومي للبحرين مفقود، وبأن ما يروج رسمياً هو بخلاف ذلك.

شاهد الأمر بأن هنالك مخططات مستمرة، وقائمة، ومتسارعة، تقودها القوارض الموالية للعدو الإيراني، منذ عقود طويلة، كما هو ليس بخافٍ على أحد، وهي مخططات لن تتوقف حتى زوال النظام المستبد بإيران، والذي نجح بالدفع ببلاده لتكون بوابة رئيسة لتصدير الإرهاب العالمي.

وتجسد هذه المخططات المؤثمة، والتي يقودها من غرر بهم من أبناء الوطن، على سياسة غسل الأدمغة، وتسخير دور العبادة، والمنابر الدينية، والإعلام الموجه، لتحقيق هذه الغايات، والتي لطالما نجحت بنزع الولاء الوطني، والقذف به إلى غياهب الظلمات والتخلف في طهران وقم.

وقبالة كل ما يجري، وكل ما يخطط له، تظل البحرين محفوظة برحمة الله عز وجل، ومن بعد برجالها المخلصين، بقوة الدفاع، ووزارة الداخلية، والحرس الوطني، وجهاز الأمن الوطني، وبقية الأجهزة المختصة الأخرى، فلهم فرداً فرداً تحية إجلال ومحبة وثناء، من شعب البحرين، فرداً فرداً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .