العدد 3327
الخميس 23 نوفمبر 2017
banner
ممارسات خاطئة
الخميس 23 نوفمبر 2017

يتفق معي الجميع بأننا نمارس الكثير من العادات والسلوكيات الخاطئة في حياتنا وبشكل يومي رغم إدراكنا التام أنها ممارسات وسلوكيات خاطئة! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما سبب إصرارنا على الاستمرار في ممارستها؟! أعلم تماماً أن الإجابة على هذا السؤال ربما تكون صعبة أو شبه مستحيلة، وشخصياً لا أملك جواباً أيضاً وتفسيري الوحيد - لو اجتهدت في هذا الموضوع - هو أننا شعوب لا تريد أن تتعلم، بل نواصل في اقتراف الخطأ، وكما يقولون نعالج الخطأ بالخطأ.

نحن على الرغم من افتقادنا الإلمام الحقيقي بمعاني التربية، إلا أننا علاوة على ذلك بتنا على قناعة بأن سلوكياتنا الخاطئة هي سلوكيات صحيحة، بل لا نقبل أن يتم توجيه الإرشاد والتوجيه والنقد لنا على ذلك. ليس من المعيب تقليد الآخرين (طبعاً في إيجابياتهم، وخلقهم، وتصرفاتهم، وأسلوبهم وكل مسلك صحيح) حتى إن كان ذلك الآخر من ديانة تختلف عن معتقداتنا وما نسلّم به. مناسبة هذا الحديث أنني قرأت قبل أيّام أن قطاراً في اليابان تحرّك قبل موعده بـ 20 ثانية فقط إلا أن الشركة المشغلة للقطار قامت على الفور بإصدار بيان تداولته جميع الصحف ووسائل الإعلام في العالم، قدمت الشركة من خلاله اعتذارها الشديد للجمهور على هذا التقصير أو الخطأ!!

عندما أقدّم هذا المثال، أتمنى لو أننا ننظر لهذه التصرفات باعتبارها أمثلة من الممكن أن نستفيد منها في حياتنا وأعمالنا وممارساتنا، ولا أعتقد أنه من الصعب على اَي شخص تطبيقه لو رغب حقاً في ذلك. صدقوني، إن الشخص الذكي هو ذلك الذي يقوم بتقليد غيره، ويتعلّم منه، ولا شك أن هناك الكثير والكثير من هذه الممارسات التي تحتاج فقط ذوقا وإحساسا، ومع الأسف الشديد لن أستطيع سردها في عمودي متواضع المساحة.

إن رقّي الأمم إنما يقاس بالأخلاق والتعليم والممارسات السليمة والذوق الرفيع، ولله الحمد والمنّة، المواطن البحريني معروف على الدوام بأخلاقه العالية وأدبه الجم، وهو بالفعل خير سفير لبلده أينما حلّ.

إذا ما أخطأ شخص تجاه شخص آخر، أو ارتكب خطأ ما في عمله فإنه ليس من العيب أبداً أن يقدم اعتذاره، فهو بتقديم الاعتذار إنما يكسب الاحترام ومحبّة الآخرين وتقديرهم، لكننا هنا، وكما أسلفت، نخطئ وندرك أننا نخطئ، ونعرف أين أخطأنا، ولكننا لا نعترف بل نستمر ونواصل في خطأنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية