العدد 3315
السبت 11 نوفمبر 2017
banner
السلوك الثقافي
السبت 11 نوفمبر 2017

بادرة جيدة قامت بها إحدى الصحف المحلية عندما استطلعت رأي الجمهور البحريني من الجنسين ممّن يمتلكون رخصاً لقيادة المركبات، حول سلوكيات القيادة، حيث قامت الصحيفة بإجراء تلك اللقاءات بشكل عشوائي وتلقائي، وأدلى الجميع بدلوهم في هذه اللقاءات حيث تلخصت إجاباتهم جميعاً برفض تصرفات السواق المخالفين للقوانين المتعلقة بالمرور، وهذا شيء رائع إذ نرى أن الأجوبة كانت إيجابيّة للغايّة، وأن الجميع يرفضون السلوكيات الخاطئة أثناء القيادّة وخصوصا تلك المتعلقة بعدم التزام السواق بالمسار المخصص للطوارئ، أو فيما يخص عدم احترام السواق الآخرين في الشوارع وكذلك عدم احترام قواعد السير، وكم كنت أتمنى لو أن استطلاع الرأي شمل فئات متنوعّة من مختلف الأعمار.

كما كان من المفترض، من جانب آخر، استضافة أحد المسؤولين من إدارة المرور لإعطاء بعض التوضيحات في هذا الشأن، والتعريف بطبيعة الإجراءات القانونية التي يتم اتخاذها حيال المخالفين، والخطط الموضوعة لتأمين التزام سواق المركبات بالقوانين المرورية التي وضعت لسلامة الجميع.

وعلى الرغم من أن كل ما ذكره الإخوة في اللقاءات كان صحيحاً إلا أن ما لفت نظري هو أن الإجابات كانت مكررة ولم يذكر أحد أي شيء فيما يخص السلوك الثقافي، فنحن مع الأسف الشديد نفتقد هذه الجزئية المهمة جداً، حيث إن دفع الغرامات ليس بالضرورة كافياً للحد من تلك التجاوزات! صدقوني، من الضروري هنا العمل بجد على تثقيف الجمهور وتوعيتهم. شخصياً ما يشجعني على القيادة في أوروبا وأميركا أو بشكل عام في الدول المتقدمة، هو احترام الجميع النظام العام والتقيد بأنظمة المرور، الأمر الذي يزرع بي الشعور بالطمأنينة، ويمنحني ثقة مطلقة أثناء القيادة.

المطلوب أكبر من ذلك بكثير، فالدول المتقدمة تقوم بإدراج تلك الثقافات والبرامج من خلال مناهج التربية والتعليم منذ الصغر، موضوع الانضباط من الأمور التي نفتقدها في مجتمعاتنا العربيّة مع الأسف الشديد، أصبحنا لا نحترم المواعيد ولا نلتزم بها، نحتاج الى التخطيط لأنفسنا وأن لا نلقي اللوم على الازدحام المروري.

إن موضوع الثقافة يجب أن يكون شاملاً، فإننا إذا ما تأخرنا في الوصول الى أعمالنا أو وجهتنا، فإننا سريعاً ما نُلقي اللوم على ازدحام الطر! ولكننا كنّا ندرك ذلك مسبقاً، وكل ما كنّا نحتاجه هو التنظيم والتخطيط من ناحية أوقات خروجنا من مكاننا. إن نشر هذه الثقافة يحتاج إلى جهود حثيثة ومضنية، كما يحتاج إلى الوقت الكافي وتكاتف الجميع من الأهل والمدرسة وغيرها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية