+A
A-

إدانة المتهمين بـ(قروب البسطة) بالسجن بين 10 سنوات والمؤبد وإسقاط الجنسية

أدانت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة، جميع المتهمين بالقضية المعروفة باسم (قروب البسطة)، وعاقبت 8 منهم بالسجن المؤبد، وبالسجن 15 عامًا لتسعة متهمين، من ضمنهم صحفي وآخر دبلوماسي إيراني ومسؤول بحزب الله، وبسجن متهمَين لمدة 10 سنين وتغريم كل منهما مبلغ 100 ألف دينار، فضلاً عن إسقاط الجنسية البحرينية عن 15 متهمًا من أصل 19 متهم بالقضية.

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن المتهم الـ18 كان يعمل ضمن البعثة الدبلوماسية كملحق تجاري وسياسي وسكرتير أول بالسفارة الإيرانية بمملكة البحرين وهو مسؤول عن الشؤون الثقافية والسياسية، واعتبرته وزارة الخارجية البحرينية شخصًا غير مرغوب في تواجده بالبلاد وتم إبعاده في مارس 2011، والذي تبين أنه كان يكلّف المتهمين بنقل الرسائل وتوجيهات إلى بعض الشخصيات والجمعيات السياسية بالمملكة.

وأضافت أن المذكور استمر في التواصل مع المتهمين بعد مغادرته المملكة ونقله للعمل بسفارة إيران بدولة لبنان، إذ استمر في تكليفه بنقل رسائل وتوجيهات إلى جمعيات وشخصيات سياسية بالمملكة فضلاً عن طلبه من المتهم الثاني موافاته بتقارير دورية عن الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالمملكة.

كما استغل المذكور عمله نائبًا للسفير الإيراني بلبنان في التنسيق مع قيادات بمنظمة حزب الله اللبناني الإرهابية لمساعدة المتهمين في الحصول على الدعم السياسي والمادي من المنظمة المذكورة للاستمرار في مشروعها الإجرامي بالمملكة.

وبالفعل تمكن من التواصل مع المتهم التاسع عشر المسؤول عن الملف البحريني بمنظمة حزب الله الإرهابية ونجح في الاتفاق معهما في دعم المتهمين لتنفيذ المخططات الإجرامية لتنظيم قروب البسطة الإرهابي داخل مملكة البحرين والإنفاق على أنشطته.

وقالت المحكمة إن الواقعة تتحصل في أن المتهمين من 1 وحتى 3 وعقب القبض على قادة تنظيم تيار الوفاء الإسلامي اتفقوا على إعادة إحياء ذلك التنظيم في صورة جماعة تدعو إلى ذات أهدافه من إسقاط نظام الحكم والقيام  بالعمليات التخريبية والمظاهرات ضد النظام.

وتحقيقًا لأغراضهم أنشئوا وأداروا الجماعة والتي تم تسميتها بـ(قروب البسطة) وضمّوا إليها المتهمين من 4 وحتى 15، ووزعوا الأدوار داخل الجماعة، فكان المتهم 1 قائدًا لها وهمزة الوصل بين الجماعة والسلطات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني - المصنف كمنظمة إرهابية - وتولى والمتهمين 2 و5 و11 و12 و13 و15 عمليات الاتصال والتواصل مع السلطات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني؛ من أجل الحصول على الدعم وامدادهم بالتقارير عن حالة البلاد والعمليات التخريبية بها والممولة من تلك الجهات بغرض إسقاط النظام الحاكم في البحرين، حال قيام المتهمين 6 و8 و12 بالتواصل الميداني مع العناصر التخريبية وامداهم بالأموال والأدوات اللازمة لعمليات التخريب وقيام المتهمين 5 و10 (الصحفي) بإعداد التقارير وارسالها لتلك الجهات، وتولى خمسة متهمين الأنشطة الإعلامية داخل الجماعة من نشر أخبار الجماعة وتوثيق العمليات التخريبية وتحقيقًا لأهداف الجماعة.

ومن أجل الحصول على المال اللازم لدعم أنشطة الجماعة الإرهابية تواصل سبعةً من المتهمين مع السلطات الإيرانية وتقابلوا مع المتهم 18، والذي يعمل في وزارة الخارجية، والذي تولى تنظيم لقاءات لهم مع عدد من المسؤولين الإيرانيين وعناصر من الحرس الثوري الإيراني وعرضوا عليهم فكر الجماعة وأهدافها وأنها إحياءً لتيار الوفاء الإسلامي وطلبوا تمويلاً من السلطات الإيرانية والممثلة في مندوبها المذكور.

واستطاعوا بالفعل الحصول على أموال شهرية يتلقاها المتهم 1 شهريًا بمبالغ تتراوح ما بين 3500 دينار شهريًا لمدة سنوات من أجل الصرف منها على العمليات الإرهابية ورعاية مرتكبي العمليات الإرهابية داخل مملكة البحرين وكان المتهم 1 على اتصال بالمتهمين 16 و17 لتوصيل تلك المبالغ وتسليمها إليهما لتوصيلها إلى أعضاء الجماعة داخل مملكة البحرين عن طريق المتهم 3.

وتحقيقًا لغرضهم كذلك في الحصول على المال سعوا كذلك عن طريق المتهمين 1 و2 و11 و12 إلى لقاء مسؤولي حزب الله اللبناني الإرهابي عن طريق المتهم 19 وعرضوا عليهم فكر الجماعة وهدفها وطلبا دعمًا ماليًا لدعم أنشطة الجماعة وتسلموا بالفعل مبلغ 20000 دولار نظير قيام الجماعة بعمليات التخريب داخل مملكة البحرين والمظاهرات من أجل إسقاط نظام الحكم.

وطلبا من المتهمين إعداد تقارير عن العمليات التخريبية التي تتم وأوجه صرف تلك المبالغ وبالفعل تم ذلك حسب الاتفاق وذكرت المبالغ التي تصرف على المطلوبين أمنيًا وقضائيًا مرتكبي الأعمال الإرهابية داخل المملكة.

ولقد أكدت تحريات الملازم أول أن غرض تلك الجماعة هو تحريض الشارع البحريني ضد نظام الحكم والدعوة إلى تغيير نظام الحكم باستعمال القوة والعنف.

واعترف المتهم الثاني أنه علم منذ إعلان حالة السلامة الوطنية أنه مطلوب القبض عليه وأنه هو من طرح فكرة إحياء التيار على المتهم الخامس بعد القبض على قائده عبدالوهاب حسين، وسافر أواخر العام 2011 والتقى بالدبلوماسي الإيراني المذكور، وعرض عليه الفكرة كما تقابل مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي الخامنئي وأعطاه موجزًا للوضع السياسي داخل البحرين وطلب منه المساعدة والتدخل في البحرين.

كما أقر بأنه تواصل نائب وزير الخارجية الإيراني وبحضور المتهم 18، كما التقى برئيس قناة العالم، وأعطاه قرصًا يحتوي على مقاطع فيديو خاصة بالبحرين، كما أن المتهم 12 سلّمه مبلغ 44 ألف دولار.

كما اعترف المتهم الثاني أنه توجه إلى لبنان وهناك التقى بالمتهم 19، والذي نسّق له لقاء حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني، وطلبوا منه الدعم ماليًا لاستمرار الحراك داخل البحرين، فقدم لهم دعمًا ماليًا حوالي 20000 دولار؛ بشرط تقديم تقارير مفصلة، مشيرًا إلى أن إجمالي المبالغ التي تلقوها من إيران وصلت إلى 150 ألف دولار.

واستمر الثاني في نشاطه إلى تاريخ 9/3/2014 بعد عودته للمملكة من إحدى تلك السفرات، وأنشأ (قروب) على تطبيق "بلاك بيري" باسم (قروب البسطة)، وضمّت تلك المجموعة، والهادفة إلى إسقاط النظام البحريني الحاكم، كل من المتهمين 1 ومن 3 حتى 6 و8 و10.

وثبت للمحكمة أن المتهمين خلال الفترة من نهاية عام 2011 حتى العام 2015،

أولاً: المتهمون من الأول حتى الثالث: أنشأوا وأداروا على خلاف أحكام القانون جماعة (قروب البسطة) الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة أعمالها والإضرار بوحدتها الوطنية، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدم في تحقيق هذه الأغراض، بأن قاموا بتجنيد عناصرها وتحديد مسؤولية كل منهم فيها وتحديد مخططاتها بإحياء نشاط تيار الوفاء الإسلامي وتصعيد نشاط جناحه العسكري المسمى "سرايا الاشتر" في القيام بأعمال تخريبية واستهداف رجال الشرطة ومواجهة الأمن بالقوة والعنف، ومتابعة هذه العمليات ودعم القائمين عليها بالأموال التي تحصلوا عليها من جهات أجنبية، وذلك بقصد إشاعة الفوضى وإثارة الفتن وإضعاف مقومات الدولة ومؤسساتها وأجهزتها لإسقاط نظام الحكم.

ثانيًا: المتهمين من 4 وحتى 15: انضموا وآخرين مجهولين إلى الجماعة الإرهابية موضوع التهمة السابقة بأن انخرطوا ضمن عناصرها واتخذوا لأنفسهم أسماء مستعارة ومارسوا مع مؤسسيها أنشطتها الإرهابية وفق المخطط المحدد لهم، وقد تولى المؤسسين والمتهمين 4 و5 و14 تجنيد عناصر الجماعة، وتولى المتهمين 5 ومن 11 حتى 13 و15 التواصل مع مندوبي السلطات الإيرانية ومنظمة حزب الله اللبناني الإرهابية وتلقى الدعم المالي منهم لتنفيذ الأعمال التخريبية والأنشطة الضارة بالمصالح القومية للبلاد، وتولى المتهمين 4 و5 و7 و8 و12 و14 توزيع تلك الأموال على منفذي العمليات التخريبية داخل البلاد، وتولى المتهمين 5 و10 إعداد التقارير والمعلومات المطلوبة من الجهات الأجنبية عن الأوضاع الأمنية في البلاد والحراك المناهض لنظام الحكم، وتولى المتهمين 4 و7 و9 و10 و14 الأنشطة الإعلامية، وتولى المتهمين 6 و8 و12 التواصل مع العناصر المنفذة لعمليات العنف والتخريب في المناطق المختلفة في المملكة، وذلك كله في إطار تحقيق أغراض الجماعة في إحداث الفوضى وإضعاف مقومات الدولة لإسقاطها.

ثالثًا: المتهمين من 1 وحتى 15:

1-      سعوا وتخابروا مع دولة أجنبية ومع منظمة إرهابية مقرها بالخارج تعمل لمصلحتها، للقيام بأعمال عدائية وبقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، بأن أجروا اتصالات ومقابلات بواسطة المتهمين 1 و2 و3 و5 و11 و12  و13 و15 مع مسؤولي سلطات الجمهورية الإيرانية الإسلامية عن طريق مندوبها المتهم 18 ومع مسؤولي منظمة حزب الله الإرهابية عن طريق مندوبها المتهم 19 واتحدت إرادتهم جميعًا معهم على دعم نشاط جماعتهم الإرهابية موضوع التهمة الأولى ماديًا لتصعيد عملياتها التخريبية داخل البلاد وتقديم تقارير بالمعلومات عن الحالة الأمنية وحجم الحراك المناهض لنظام الحكم وسبل استمراره وتصعيده لإضعاف مقومات الدولة وإسقاطها.

2- طلبوا وقبلوا أموالاً من دولة أجنبية ومن منظمة إرهابية مقرها بالخارج تعمل لمصلحتها، بقصد ارتكاب أعمال ضارة بمصالح قومية للبلاد، بأن طلبوا وقبلوا بواسطة المتهمين من 1 وحتى 3 و5 ومن 11 وحتى 13 و15 من سلطات الجمهورية الإيرانية الإسلامية عن طريق مندوبها المتهم 18 ومن منظمة حزب الله الإرهابية عن طريق مندوبها المتهم 19 أموالاً تم استلامها على دفعات ويصل مقدارها من الجانب الإيراني 3500 دينار شهريًا لمدة سنوات ويصل مقدارها 20 ألف دولار شهريًا من جانب منظمة حزب الله، وذلك مقابل تصعيد العمليات التخريبية داخل البلاد ومدهم بتقارير دورية عن الحالة الأمنية وحجم الحراك المناهض لنظام الحكم وسبل استمراره لإضعاف مقومات الدولة وإسقاطها.

رابعًا: المتهمان 18 و19: اشتركا بطريقي الاتفاق والمساعدة مع المتهمين من 1 وحتى 15 في ارتكاب جريمتي السعي والتخابر والرشوة الدولية موضوع الاتهام الوارد في البند السابق، بأن اتحدت إرادة كل منها معهم على ارتكابها ومدهم بالأموال اللازمة للصرف على أنشطتهم العدائية والضارة بالمصالح القومية للبلاد، فوقعت هاتان الجريمتان بناءً على هذا الاتفاق وتلك المساعدة.

خامسًا: المتهمَين 16 و17: أعطوا أموالاً لجماعة تمارس نشاطًا إرهابيًا داخل البلاد وللعناصر المنتمية إليها مع علمهما بممارستهم وجماعتهم لنشاط إرهابي، بأن قاموا بتهريب مبالغ مالية من الخارج وتسليمها إلى عناصر الجماعة الإرهابية موضوع التهمة المبينة في البند أولاً وذلك بالاتفاق مع المتهم 3.