العدد 3255
الثلاثاء 12 سبتمبر 2017
banner
حافلات مدرسية أم جنائزية؟
الثلاثاء 12 سبتمبر 2017

 

بينما كنت أقود سيارتي على شارع الاستقلال صباح أمس، مرت بجانبي حافلة صغيرة، بيضاء اللون، لنقل طلبة المدارس، وهي تنطلق بسرعة البرق، وتتحرك بين مسارات الشارع الثلاثة بشكل متعرج ومتهور، وسائقها يومض بالإضاءة الحادة للسيارات التي تعترض طريقة، وكأنه يقود سيارة إسعاف.

وقبلها بيومين، شهدت موقفا لامرأة تقود حافلة مدرسية، وكيف أنها تعجلت بالتحرك قبل أن تتأكد من نزول الطفل تماما من الحافلة، وهو ما دفعة للقفز وباللحظة الأخيرة، وأمه تراقب الموقف بفزع ومفاجأة وقلة حيلة.

وكان أحد الأصدقاء قد حكى لي العام الماضي عن قصة مشاجرته مع سائق الحافلة التي تقلُّ ابنه لمدرسة خاصة، بعدما اكتشف أنه المسبب الرئيس برفض ذهاب ابنه المدرسة ليومين كاملين.

ويقول الأب، إنه وبعد طول نقاش مع الطفل، تبين أن السياقة الطائشة لهذا السائق، وخشونة استخدامه الفرامل، خلَّف بنفسية الطفل حالة من الرعب والهستيريا، انعكست على كراهيته للدراسة نفسها.

ويشكو أولياء الأمور باستمرار عبر أثير إذاعة البحرين والصحف المحلية حالات شبيهة، تعكس الفوضى العارمة التي تجول وتصول بفلك هذا الموضوع، والذي يتفاقم مع افتقار التنظيم القانوني لممارسة المهنة، وبما يضمن سلامة الطلاب والطالبات.

ومن الأهمية بمكان إيجاد الإطار المتكامل لممارسة مهنة سياقة الحافلات المدرسية الخاصة، وبإشراف مباشر من الإدارة العامة للمرور، مع متابعة وزارة التربية والتعليم لذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية