العدد 3248
الثلاثاء 05 سبتمبر 2017
banner
حيا الله (القاطعين)
الثلاثاء 05 سبتمبر 2017

ابتسمت وأنا أتطلع لصور نائب سابق بأحد حسابات الانستغرام الدعائية، وهو يزور قبل أيام دارًا لرعاية المسنين، ولعدد من الأطفال بمنطقته، حيث التقط معهم مجموعة من الصور الباسمة، وهو يتطلع للكاميرا باهتمام وتركيز بالغين.

النائب المذكور والذي خسر الانتخابات العام 2014 وبفارق كبير عن منافسه، بدأ يسير على ذات المسار الذي يتبعه أغلب مرشحي النوايا الشخصية، وهو قطيعة المواطنين بشكل نهائي بعد الخسارة، ثم العودة للساحة الوطنية والخدمية قبيل الانتخابات الجديدة بعام واحد على الأقل، ليهتم، ويتواصل، وما إلى ذلك من هذا الهراء.

وفي حكاية أخرى، بدأ نائب سابق آخر، قبيل إجازة العيد مباشرة، بسلسلة من الزيارات المكوكية لأهالي منطقته، حيث قدم لهم عددًا من كوبونات المشتريات، والسلال الغذائية المتنوعة، ثم سألهم بعدها عن طلبات التوظيف العالقة لأبنائهم، ومن ثم أوراقهم، وكأن صلاحية التوظيف بيده.

هذه الحالة المزيفة والتي بدأت تطفو للسطح مجددًا، تمثل استنساخًا مشوهًا لحالات سبق أن نجح بها مرشحون سابقون، والذين كانت أول مشاريعهم بعد وصولهم للبرلمان، هي أن يصدوا عن المواطن، ويتأففوا منه، ومن كثرة اتصالاته، وطلباته، وإلحاحه.

وامتدادًا لهذه الظاهرة، وبشكل مواز، هنالك من فتح مجلسه هذه الأيام ولأول مرة، وهنالك من بدأ ينتظم بحضور مجالس المنطقة، آخرون بدأ تذمرهم وسخطهم عن أداء النواب الحاليين تزداد رقعته بشكل ممنهج ومشخصن وبصوت عال.

وهنالك أيضًا من بدأ يرى مصالح الناس وأولوياتهم، شغله الشاغل، واهتمامه الرئيس، كما أن هنالك من تغيّرت أخلاقه فجأة للأفضل، وباتت الابتسامة لا تفارقه لحظة واحدة.

كل هذه المشاهدات المؤسفة، والتي تدور بفلك المصالح الشخصية ولا غيرها، وتطأ بلا مبالاة على القيم والأخلاق وعادات المجتمع الأصيلة، تلقي بالمزيد من المسؤولية على الطبقات النخبوية بالمجتمع، لتوعية الناس، وتعزيز الثقافة السياسية لهم، وبمسؤولية مشتركة، يتحمل الناخب جزءًا واسعًا منها.

وستكشف لنا الأيام المقبلة الكثير من الشخصيات التي تدّعي الوطنية، والتي ترى أن المواطن هو الأولوية والشغل الشاغل لها، شخصيات لا تخرج من الكهوف المظلمة والرطبة، إلا مع قرب الاستحقاق الانتخابي، وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية