+A
A-

إقبال يوم أقبلت... دراما معاصرة، طافت في كل الأزمنة

فقد تألقت بطلة العمل الفنانة القديرة هدى حسين في أدوارها المُركبة وكسبت الرهان في أكثر من «كراكتر» قدمته خلال هذا المسلسل، الذي يبث طوال أيام شهر رمضان المبارك على شاشة تلفزيون «الراي»، ويتشارك في بطولته كوكبة من الفنانين، أمثال صلاح الملا، منى شداد، هبة الدري، صمود، عبدالله الطراروة، سلوى الجراش، سميرة الوهيبي، غرور، أمل محمد، سالي القاضي، عبدالعزيز أحمد، أوس الشطي، عبدالعزيز المليفي علي الحسيني ونورا محمد. والعمل من تأليف وسيناريو وحوار الكاتب حمد الرومي، في حين تولى إخراجه منير الزعبي.

إقبال يوم أقبلت هو عمل إنساني بحت، يتطرق إلى مدى تأثير المرض المزمن في حياة الشخص من الناحيتين النفسية والاجتماعية، ومدى قدرته على التأقلم مع هذا المرض ويعايش التغيرات المصاحبة له. ومن خلال شخصية «إقبال» ومرورها بمراحل عمرية مختلفة، يضيء المسلسل على مواطن القوة والضعف في حياة الإنسان، كما يلقي الضوء على بعض الرواد في مجالات مختلفة، ممن قدموا للوطن الشيء الكثير، بينما لم يحظ البعض منهم بتكريم في حياته.

استهل المسلسل أحداثه وحلقاته بمشاهد - نوعية - غير مألوفة على الشاشة الصغيرة وتغاير السائد الدرامي، على غرار مشهد العاصفة الهوجاء التي اجتاحت البلاد قبل سنوات، وأثارت حالة من الذعر الشديد بين الناس وقتذاك. أما في العمل التلفزيوني فإن تلك العاصفة قد تسببت في تغيّب «إقبال» عن بيتها، أو هكذا يظن أهلها وذووها، قبل أن يجدونها مرمية على شاطئ جزيرة فيلكا بعد عملية بحث واسعة من جانب فرق الإنقاذ، وبمشاركة خفر السواحل والكوادر الطبية، لتستفيق«إقبال» بعد ذلك من صدمتها، ولتسرد تفاصيل حياتها ومعاناتها منذ الطفولة وحتى الشباب وإلى الشيخوخة.

فقد كانت «إقبال» انطوائية وتحب العزلة والابتعاد عن الناس، حيث عاشت حياة بائسة في طفولتها خصوصاً بعد وفاة والدها، كما أنها لم تحظ بصديقات كثر أسوة بزميلاتها في المدرسة، وهو ما دفعها إلى مصاحبة الشعر الذي يعد متنفسها الوحيد، وتشكو إليه كلما ضاقت بها الدنيا واشتدت مآسيها