+A
A-

معالي الشيخ خالد بن عبد الله يجتمع بمطورين عقاريين

أكد معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ، رئيس اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية، الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، أن تحقيق الاستدامة لقطاع البنية التحتية لن يتأتى إلا بالشراكة مع القطاع الخاص والمستثمرين عبر تفعيل مبدأ تحصيل كلفة الإنشاء والتطوير في مناطق التعمير.

وقال معاليه: "إن الحكومة الموقرة ومنذ تأسيس الدولة الحديثة وحتى يومنا قد أخذت على عاتقها تأمين بنية تحتية ذات جودة وكفاءة عالية للأفراد والمؤسسات على حد سواء بما يتناسب والمتطلبات الحالية والمستقبلية، إلا أنه ولتحقيق الاستدامة لهذا القطاع الحيوي فإن الحاجة أصبحت ملحة – أكثر من أي وقت مضى – من أجل أن يقوم المستثمرون والقطاع الخاص بالدور المجتمعي المأمول في توفير بنية تحتية تنافسية " .

وكان معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة قد عقد صباح اليوم في مكتبه بقصر القضيبية اجتماعاً، بحضور سعادة وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني المهندس عصام بن عبد الله خلف، مع عدد من المطورين العقاريين والعاملين في المهن الأخرى ذات الصلة بالقطاعين العقاري والهندسي، وذلك لاطلاعهم على قرار وزاري صدر مؤخراً بشأن تحديد آلية تحصيل كلفة إنشاء وتطوير البنية التحتية في مناطق التعمير القائمة والتي توجد فيها مرافق.

ويعد هذا القرار الصادر في الرابع من يونيو الجاري عن وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، بوصفه الوزير المختص بتطبيق أحكام المرسوم بقانون رقم (25) لسنة 2015 بشأن تحصيل كلفة إنشاء وتطوير البنية التحتية في مناطق التعمير، أحد المتطلبات القانونية لتفعيل المرسوم بقانون الذي حظي بموافقة السلطة التشريعية بغرفتيها.

وخلال اللقاء، أوضح معالي الشيخ خالد بن عبد الله أن دولاً عديدة سبقت البحرين في تطبيق تحصيل كلفة إنشاء وتطوير البنية التحتية وإن اختلفت المسميات، مشيراً معاليه في هذا الصدد إلى أن الهدف من إصدار المرسوم بقانون يتمثل في تلافي الآلية المعمول بها حالياً والمرتكزة على إنشاء وتطوير البنية التحتية للمشاريع في المناطق القائمة والجديدة وفقاً لتوافر التمويل، فضلاً عن ارتباطها بمدى قدرة كل وزارة وجهة حكومية خدمية على إدراج هذه المشاريع ضمن برامجها ما لم تتوافر الميزانيات المطلوبة لذلك، الأمر الذي يؤدي غالباً إلى أن يجد المستثمرون وشركات التطوير العقاري أنفسهم متقدمين في إنجاز مشاريعهم مقابل البطء في توصيل الخدمات اللازمة.

وأضاف معاليه قائلاً: "لقد خضعت الآلية التي سيتم بموجبها تحصيل كلفة إنشاء وتطوير البنية التحتية في مناطق التعمير لمراجعات ومناقشات مطولة خلال العامين الماضيين فيما بين اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية والوزير المختص إلى جانب لجنة تقدير كلفة البنية التحتية، وتم الانتهاء إلى أن الكلفة لن تزيد عن أربعة في المائة من الكلفة الإجمالية لأي مشروع، وهي نسبة يمكن للمستثمرين والمطورين العقاريين ادخارها لصالح توصيل مشاريعهم بالخدمات في أقصر فترة ممكنة".

كما شدَّد معاليه على أن العمل وفقاً لأحكام المرسوم بقانون لا يستهدف في المرحلة الحالية تحقيق الربحية أو إيجاد مصدر جديد من مصادر رفد المالية العامة بالإيرادات غير النفطية، بقدر ما يدعم ضمان ديمومة واستمرارية توفير خدمات البنية التحتية بصورة أفضل وأكفأ من خلال تحصيل كلفتها وهو مبدأ من المؤمل أن يتم تعميمه على خدمات حكومية أخرى إما بتحصيل كلفتها الفعلية أو النسبة العظمى من كلفة تأديتها.

وأردف معاليه قائلاً: "إنه من حسن الطالع أن يتزامن تنفيذ أحكام المرسوم بقانون وقراراته التنفيذية مع ما تشهده المملكة من طفرة غير مسبوقة على صعيد تراخيص بناء المشاريع الاستثمارية من حيث عدد الطلبات الصادرة ومساحة البناء الكلية والكلفة التقديرية للبناء".

وكان قرار وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني رقم (11) لسنة 2017 بشأن تحديد آلية تحصيل كلفة إنشاء وتطوير البنية التحتية في مناطق التعمير القائمة والتي توجد فيها مرافق، قد دخل حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم التالي لتاريخ نشره في الجريدة الرسمية، أي يوم أمس الأول الجمعة الموافق 7 يونيو 2017.

من جانبه، قال سعادة وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، المهندس عصام بن عبد الله خلف، خلال الاجتماع: "إن القرار الوزاري قد صدر لتحديد آلية كلفة إنشاء وتطوير البنية التحتية في مناطق التعمير القائمة والتي توجد فيها مرافق، وذلك على أساس الكلفة المبدئية للبنية التحتية للعقار والتي تم تحديدها بالمبلغ المتحصل من ضرب 12 ديناراً في صافي المساحة المستغلة ذات المردود بالمتر المربع".

وأوضح سعادة الوزير بأن كلفة البنية التحتية تستحق عند تقديم طلب الحصول على ترخيص البناء، وتُحصَّل على ثلاث مراحل، ويتم في كل مرحلة دفع ثلث الكلفة المبدئية للبنية التحتية للعقار، وتتمثل أولها في مرحلة ما قبل إصدار ترخيص البناء، وتكون الثانية عند تقديم طلب توصيل الكهرباء، أما المرحلة الثالثة فهي قبل تشغيل خدمة الكهرباء والماء.

وأضاف المهندس خلف قائلاً: "مع مراعاة المادة الثانية من المرسوم بقانون والتي استثنت الأراضي والمساكن المملوكة للبحرينيين والمخصصة لسكناهم في مناطق التعمير الجديدة والقائمة، والمساكن المملوكة للبحرينيين والمخصصة لسكن أقاربهم من الدرجة الأولى في مناطق التعمير القائمة التي سيتم تطوير وتحسين مرافق البنية التحتية فيها، من أن تُطبق عليها أحكام هذا القانون، فإن القرار الوزاري استثنى كذلك مشاريع وزارة الإسكان ومشاريع تمويل السكن الاجتماعي، وأي مشروع يقوم المالك فيه بهدم وإعادة بناء في عقاره بشرط ألا تزيد مساحة البناء عن العقار الذي تم هدمه، وفي حالة الزيادة يقوم بدفع كلفة البنية التحتية مقابل المساحات الإضافية".

إلى ذلك، فقد أجمع عدد من المطورين العقاريين ومزاولي المهن العقارية والهندسية المشاركين في الاجتماع على أهمية المرسوم بقانون وقراراته الأخرى المنفذة له، وذلك من حيث ما سيقدمه هذا القانون من دفعة نوعية للسوق العقارية في مملكة البحرين على نحو يضمن توفير واستدامة توصيل خدمات البنية التحتية وفق آلية واضحة وموحدة تم من خلالها احتساب المبالغ التي سوف تُحصَّل مقابل إنشاء وتطوير البنية التحتية في مناطق التعمير المختلفة.

حضر الاجتماع سعادة وكيل وزارة المواصلات للنقل البري والبريد رئيسة لجنة تقدير كلفة البنية التحتية، المهندسة مريم أحمد جمعان، وعدد من المسؤولين بمكتب معالي نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، وممثلو جمعية التطوير العقاري البحرينية، وجمعية البحرين العقارية، وجمعية المكاتب الهندسية، ولجنة القطاع العقاري بغرفة تجارة وصناعة البحرين.