العدد 3149
الإثنين 29 مايو 2017
banner
تصرفات لا تعكس الحضارة!
الإثنين 29 مايو 2017

سبق أن كتبت مقالا عن فوائد السفر، وأذكر أنني بينت أن للسفر عشرين فائدة وليس سبع فوائد كما يقال، فأثناء السفر تصادفك أشياء جميلة وفِي نفس الوقت ربما تكتشف أشياء غير جميلة البتة! سواء كان ذلك من البلد نفسه أو من السياح الذين يعتبرون ضيوفاً وسفراء لدولهم. مناسبة هذا الحديث هو أنني كنت قد قررت مؤخراً السفر بصحبة الأهل إلى عاصمة الضباب لمدة أسبوع واحد فقط، وكشأن غيري التقيت العديد من السياح الخليجيين هناك في أماكن مختلفة بالطبع، ولكن لفتت نظري بعض التصرفات غير الحضاريّة من بعض هؤلاء السياح، ولاحظت افتقار العديد منهم لأبسط قواعد الأصول في سلوكياتهم وتصرفاتهم.

لاحظت المباهاة والمبالغة الزائدة في ارتداء المجوهرات والملابس عند ارتياد المطاعم، علاوة على ارتداء الماركات الغاليّة المُقتناة من أفخم المتاجر البريطانيّة، لست هنا لأحسد أحدا ولكن ما أودّ ذكره والتأكيد عليه أنه إن كانت الملابس غاليّة والمجوهرات راقيّة والمطاعم المرتادّة فخمة فلابد أن يتواكب ذلك مع رقّي في السلوك والتعامل والحديث. 

لست هنا بصدد سرد المواقف التي رأيتها بأم عيني، فهي كثيرة وحدثت في مواقع متعددّة، ولو تمّ تجنبها لأصبحنا في وضع أفضل بكثير، واكتسبنا احترام الآخرين، فنحن خير أمة أُخرجت للناس، ويجب أن نبقى كذلك، ليس فقط بالحفاظ على قيمنا ومبادئنا ولكن كذلك باتباع سلوكيات راقيّة.

أحد الأشخاص كتب على مكان بارز في حديقة الهايد بارك التي تعتبر من أشهر حدائق لندن بالخط العريض اسم منطقة في دولة خليجية، قد يقول قائل إن هذا تصرف شخصي، نعم هو كذلك بالفعل، ولكن لو كان صاحب هذا الفعل والسلوك المشين قد تعلّم ممارسّة السلوكيات السليمة واحترام المجتمعات والأماكن العامّة والخاصّة لما أقدم من الأساس على ممارسة مثل هذا التخريب الذي قد يجلب الاستياء ليس لشخصه فقط ولكن لجميع السياح الخليجيين. المشلكة برأيي الخاص تكمن في التربية، وعندما أقول التربية فإنني أقصد في المنزل والمدرسة على حدٍ سواء.

ينبغي أن نعترف بأننا لا نعطي موضوع التربية اهتماماً جديراً به في مناهجنا المدرسيّة، ولا أعتقد أننا نولي أيّ اهتمام يُذكر لتعليم أبنائنا فنون «الإتيكيت» رغم وجود العديد من المختصين والكتب المتعلقة بهذا الفن الراقي، إن الإخلاق والأسلوب والتصرفات ترفع من شأن الفرد وليس ما يرتديه من ملابس أو يرتاده من مطاعم أو يقتنيه من مجوهرات، وإنني أدعو من هذا المنبر المسؤولين في وزارة التربية والتعليم للنظر بجديّة في إدراج هذه المادة في مناهجنا المدرسيّة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .