العدد 3124
الخميس 04 مايو 2017
banner
آداب المجالس
الخميس 04 مايو 2017

إن للمجالس آدابها كما يعلم الجميع وهناك قائمة طويلة لو أردنا التحدّث عن الأصول والواجبات والآداب التي يجب الالتزام بها في هذا الشأن، والمقال لا يسع  لسردها حيث تطول التفاصيل.

ومناسبة الحديث عن هذا الموضوع أنني لاحظت كغيري أننا في كثير من الأحيان نغفل الالتزام بمثل هذه الآداب والأصول في مجالسنا، خصوصا في مجالس العزاء أو عند حضور الفعاليات والمؤتمرات والندوات وغيرها، وليسمح لي القارئ العزيز أن أورد بعض المشاهد على سبيل المثال وليس الحصر.

تتميّز مجتمعاتنا الشرقية بالحرص على التواجد في مجالس الأفراح والأتراح، وهذه عادة حميدة جداً آمل بالفعل أن تتوارثها الأجيال القادمة، لكن مع الأسف الشديد  أصبحت مجالس العزاء وكأنها مجالس أفراح مفتوحة، نكاد لا نجد أدنى احترام لمشاعر أهل المتوفي وحزنهم على من فقدوه، ناهيكم عن عدم الالتزام بالنظام أثناء تقديم التعازي أو التهاني. 

لابد أن معظكم مرّ بمثل هذه الظروف والمواقف، وكما تعلمون فإن الحزن يكون في بعض الأحيان شديداً وطاغياً إن كان الفقيد شخصا قريبا وعزيزا، لذا أرى من الضروري جداً تغيير هذا الأسلوب والنمط في هذه المواقف، علينا أن نكون أكثر جدية، ولا أقصد هنا تجنّب التحدث مع حضور المجلس، ولكن لابد من مراعاة عدم ارتفاع الأصوات، والبعد عن الجدال والمناقشات والضحك بأصوات عاليّة أو حتى خافتة وكأننا في مناسبة سعيدة. إن ديننا الإسلامي الحنيف حافل بالكثير من التوجيهات الرائعة في هذا الجانب، بل إن في الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة الكثير من العظات في هذا الموضوع.  ولعّل من السلوكيات الأخرى التي ينبغي الإشارة إليها عدم الالتزام أثناء حضور الندوات واحتفالات التأبين وغير ذلك من المناسبات التي تتطّلب الإنصات والاستماع بتركيز للاستفادّة من جهة، واحترام المتحدثين وأصحاب الدعوة من جهة أخرى، إذ كثيراً ما نرى الناس مشغولين في أحاديث جانبيّة أو اللهو في هواتفهم النقالة، الأمر الذي يُعطي انطباعاً بعدم الاهتمام بالحدث ويوقع الكثير من الحرج. 

انطلاقاً من هذا المنبر الصحافي أتمنى أن نعمل جميعاً على المحافظة على أصول وتقاليد هذه الثقافة التي هي بلا شك ثقافة رائعة (أقصد المجالس) وعلينا أيضاً أن نتعاون على تحسين سلوكياتنا ذات العلاقة. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .