بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي تزداد تفاقما كل يوم بسبب “الخراب العربي” في بعض الدول العربية وانكشاف شعار “لقد خدعوكم وضحكوا عليكم” فهناك حقائق إحصائية موثقة لأضرار الربيع العربي التي كلفت الاقتصادات العربية نحو 834 مليار دولار في ستة أعوام حسب ما جاء في المؤتمر العربي المصرفي الذي عقد في عمان الشهر الماضي، كما ذكر رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي محمد عبدالله القرقاوي أن هذا الربيع  أدى إلى تراجع تنموي حاد في المنطقة، وتسبب في ضياع فرص اقتصادية وتنموية هائلة خلال السنوات الماضية، ودمر بنى تحتية استثمرت فيها الشعوب عقوداً وقرونا طويلة لبنائها، بالرغم من كل هذه الحقائق مازال بعض المرضى وحاملو شعارات النضال الزائف يدافعون عن “الخراب العربي” بكل تلاحم وتضامن ويصورونه بأنه معركة ناجحة وبرنامج عمل وطني، يقول أمامنا وبإلحاح: (لقد حفر الربيع العربي عميقاً في النفس العربية، وبرزت نماذج بطولية وقدم شهداء أرواحهم من أجل غد أفضل، وهناك الآلاف خلف القضبان وملايين هجرت قسراً أو هرباً من جحيم الأنظمة وحروبها وقمعها، وهناك موجة قادمة أعنف مما جرى في 2011 ستجتاح الوطن العربي، من قبل ملايين الشباب الفاقدين للأمل، ضحية البطالة والتهميش).

وأدخل هذا وغيره صياغة جديدة مثل الخبز والحرية والكرامة والإنسانية، حيث فسر الأزمة على هذا الأساس وهو تفسير غبي بأشكال مختلفة، حيث اتسع نطاق الإرهاب وعدم الاستقرار في معظم الدول العربية وهذا الموضوع أصبح واضحا وضوح الشمس في النهار، وكل المطبلين لهذه الحركة التخريبية من إعلاميين وكتاب وحقوقيين وغيرهم الذين نعتوها كذبا بانتفاضة المطالب المشروعة والكرامة والمصير هم في حقيقتهم فئات ذات ميول عدوانية طائفية ويدعمون نفوذ الأجنبي وحلفاء معه.

انظر ماذا فعل ربيعك في بعض الدول التي أصبحت محرومة من كل شيء حتى من أبسط وسائل الحياة، الغذاء والكساء والدواء، وغرقت في مستنقع الجهل والذل، مع أنها كانت قبل ربيعكم تعيش أوضاعا أفضل، تلك الأرقام صورة موجزة عن الأوضاع البشعة التي خلفها ربيعكم وخرابكم واليوم وبعد أن توضحت اللوحة مازلتم غير قادرين على التخلص من جهل الماضي البعيد والقريب وترسبات العقلية الانقلابية، وأحمق من لا يزال يدافع عن هذه الأفكار والنظريات الهدامة!.