+A
A-

وزير الخارجية: على المجتمع الدولي أن يدرك مخاطر عدم تسوية القضية الفلسطينية

 

عقد أمس مؤتمر سفراء دولة فلسطين المعتمدين لدى الدول العربية والإسلامية برعاية سامية من لدن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأخيه رئيس دولة فلسطين الشقيقة محمود عباس، وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.

وأعرب عباس في كلمته بالمؤتمر عن خالص شكره لأخيه عاهل البلاد ولمملكة البحرين على الدعم الدائم للقضية الفلسطينية ومساندتها في جميع المناسبات والحرص على إيجاد حل عادل لها، مؤكدًا وقوف دولة فلسطين إلى جانب مملكة البحرين وشعبها الشقيق، مستعرضًا المساعي والتحركات التي تهدف لحل القضية وقيام دولة فلسطينية مستقلة بدعم الأشقاء والأصدقاء.

وبهذه المناسبة، ألقى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة كلمة أكد فيها أن شعب مملكة البحرين يعيش قضيتنا الأولى يوما بيوم وحدثا بحدث، ولا ينسى أفضال دولة فلسطين الكبيرة على مر العقود، مجددا موقف مملكة البحرين الراسخ المساند لما يقوم به الرئيس عباس، وما يبذله سفراء دولة فلسطين المعتمدين لدى الدول العربية والإسلامية من عمل متواصل ودؤوب؛ بهدف تمكين أبناء الشعب الفلسطيني الأبي من تجاوز المصاعب الجسام التي تواجهه، وهي الجهود التي تحقق نجاحات مشهودة ومهمة كان آخرها القرار التاريخي رقم 2334، والذي اعتمده مجلس الأمن الدولي ويطالب إسرائيل بوقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يعد انتصارًا للحق الفلسطيني، ويعكس إجماعًا دوليًا على عدم شرعية الاستيطان، ورفضًا للاحتلال وممارساته وتبعاته.

وشدد على أن القضية الفلسطينية ستظل محتفظة بأولويتها المتقدمة لدى مملكة البحرين، ومكانتها المهمة في سياستها الخارجية التي تدعم المساعي الإقليمية والدولية كافة الرامية إلى إيجاد حل عادل ودائم لهذه القضية، والذي يقوم على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأشار وزير الخارجية إلى أن الوصول لهذه الغاية يفرض الاستمرار في بذل الجهود كما يستوجب على المجتمع الدولي أن ينهض بمسؤولياته وإلزام إسرائيل للقبول بالسلام واحترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والإدراك بمخاطر استمرار هذه القضية دون تسوية.

وأعرب الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة عن أمله في قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، مطالبًا إسرائيل بدعم ومساندة حل الدولتين، إذا كانت راغبة في توفير الأمن والاستقرار لشعبها؛ لأن هذا هو الضمان لمستقبل زاهر لشعوب المنطقة، ولتكون منطقتنا واحة للتعايش والتسامح بين الجميع، لا بؤرة للعنف الذي يهدد الجميع.

من جانبه، تقدم وزير خارجية دولة فلسطين الشقيقة رياض المالكي ببالغ الشكر والامتنان لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ولحكومة مملكة البحرين على استضافة هذا المؤتمر للمرة الثانية في دليل على اهتمام مملكة البحرين بالقضية الفلسطينية ودعم نضال الشعب الفلسطيني المستمر؛ من أجل دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

وكان سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين طه عبدالقادر، افتتح المؤتمر بكلمة رفع فيها خالص شكره وتقديره لصاحب الجلالة الملك، على تكرمه برعاية المؤتمر، معربًا عن تقديره لحرص الرئيس عباس على الحضور، مشيدًا بدعم صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء لقضية فلسطين، منوهًا بجهود وزير الخارجية في إنجاح المؤتمر.

وأقام سمو الشيخ محمد بن مبارك مأدبة غداء؛ تكريمًا للرئيس عباس والوفد المرافق وسفراء دولة فلسطين لدى الدول العربية والإسلامية، وحضرها نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، ورئيس مجلس الشورى علي الصالح وعدد من الوزراء والمدعوين.

 

السفير عبدالقادر: منح أبومازن “القلادة الخليفية” يعكس   تقدير الملك للفلسطينيين

أشاد السفير الفلسطيني في مملكة البحرين طه عبدالقادر بعمق العلاقات التاريخية التي تربط دولة فلسطين ومملكة البحرين، والتي توّجها عاهل البلاد بمنح الرئيس الفلسطيني القلادة الخليفية، وهي تعبير عما يكنه جلالة الملك من مشاعر طيبة واهتمام وعناية بقضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية. وأشار السفير إلى “أن العلاقة الحميمية التي تربط القيادتين والشعبين في مملكة البحرين وفلسطين، تمتد جذورها عميقًا منذ سنوات طويلة، حيث وضع قواعدها المتينة صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، وأخيه الشهيد الرئيس ياسر عرفات”.

وعن مؤتمر سفراء فلسطين أوضح، السفير أن “المؤتمر الذي تستضيفه مملكة البحرين يأتي بمكرمة من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك بحضور وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ووفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية”. وبشأن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى البحرين أوضح السفير الفلسطيني “أن الزيارة لها شقين؛ الأول دعوة من جلالة الملك لإجراء محادثات حول آخر المستجدات في القضية الفلسطينية، والتشاور للمرحلة المقبلة، أما الشق الثاني فيتعلق بقرار القمة العربية الأخيرة بمواجهة التدخلات والأخطار التي تحيط بالأمة العربية، وإيجاد صيغ وتفعيل التعاون لعدم السماح لأي جهة خارجية التدخل في الشؤون العربية”.

وأشار السفير طه عبدالقادر إلى التحرك العربي المتسارع لتفعيل قرارات القمة العربية الأخيرة، والذي بدأه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من خلال زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن، وتلاه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى جانب الزيارة المرتقبة للرئيس محمود عباس.

 

 

المشاركون: نثمن دور للبحرين في دعم القضية الفلسطينية

ثمنت شخصيات سياسية ودبلوماسية شاركت في مؤتمر سفراء فلسطين في الدول العربية والإسلامية الذي عقد أمس الدور الكبير والرائد الذي تلعب مملكة البحرين في دعم القضية الفلسطينية وموقفها العربي الأصيل تجاهها في جميع المحافل الدولية والإقليمية، مثمنين مواقف عاهل البلاد وجهود صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في دعم القضية وحق الفلسطنيين في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

 

جرادات: نحرص على تطوير العلاقات 

أعرب وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات عن سعادته باستضافة مملكة البحرين مؤتمر سفراء دولة فلسطين للمرة الثانية، موضحا أن الاجتماع الأول كان في المنامة العام 2014. 

وقال إن هذا المؤتمر يعكس العلاقة الأخوية التي تجمع بين القيادتين في البلدين والشعبين الشقيقين وحالة الحب التي يكنها الشعب البحريني للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وأضاف أن البحرين وقفت دائما داعمة ومساندة للقضية الفلسطينية على طول الخط وهذا بالطبع محل تقدير من جانب القيادة والشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن “الحب من جانب البحرين نلحظه في كل المجالات، فهناك أعمال خيرية بحرينية علي أرض فلسطين، كما أن العلاقات الثنائية بين البلدين دائما متميزة ومتطورة، والتنسيق بين القيادتين مباشر ومتين ونحن حريصون على تطوير هذه العلاقات باستمرار”.

 

الشوبكي: حل القضية الفلسطينية يعيد الهدوء للمنطقة

أكد سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها بجامعة الدول العربية جمال الشوبكي أن مؤتمر الدبلوماسية الفلسطينية يأتي في إطار حرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتوجيه السفراء لتوحيد الرؤية وتبادل الآراء. وبين الشوبكي ان سفراء فلسطين لهم دور نضالي إضافة إلى العمل الدبلوماسي الذي نضع فيه أولويات القضية الفلسطنية على المائدة، فنحن مازلنا دولة تحت الاحتلال وعلينا دور وطني في هذا الاتجاه إضافة إلى مناقشة التحرك السياسي المقبل وأين وصلنا في علاقتنا الإقليمية والدولية وأولويات القضية الفلسطينية والقضايا المالية والإدارية للسفارات بالخارج، وبين خطاب الرئيس عباس الخطوط العريضة للتوجه السياسي المقبل حتى نصل إلى احترام إسرائيل للقرارات الدولية وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وثمن المندوب كل الجهود التي تقوم بها جامعة الدول العربية والقرارات التي اتخذتها القمة العربية الأخيرة في البحر الميت، مؤكدا أن هناك تعاونا عربيا ودعما ووحدة موقف كامل من المحيط إلى الخليج تجاه القضية الفلسطينية. وحول دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للرئيس الفلسطيني قال “نحن نتريث قبل تلبية الدعوة حتي تحقق الزيارة أهدافها عبر مزيد من الدراسة كي تنجح ومعرفة نتائج الزيارة المصرية والأردنية من قبل إلى واشنطن”. ونأمل من الادارة الأميركية الجديدة ان تنخرط في عملية سلام جدية حقيقية، وليس إدارة أزمة كما كان الحال في السابق حتي نصل إلى حلول؛ لأن حل القضية الفلسطينية يعيد الهدوء للمنطقة عموما ويخلصها من الإرهاب والتدخلات الخارجية.