العدد 3070
السبت 11 مارس 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
مسلمون ضد الإرهاب
السبت 11 مارس 2017

تتساءل بعض الشرائح الخليجية والعربية وأيضا الإسلامية، عن هدف تدشين التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. والإجابة بكل بساطة هي أن الدول الخليجية مجتمعة ومتحالفة مع بعضها هي بمثابة دولة ذات سياسة خارجية واحدة، تستطيع معها الظهور بمظهر الدولة القوية، التي سوف تحسب لها الدول الأخرى العظمى ألف اعتبار وحساب. ومن هذا المنطلق، فإن تكوين تحالف أكبر يضم كبرى الدول العربية والإسلامية، باستثناء طبعا إيران والعراق وسوريا، سوف يرسل رسالة واضحة للدول العظمى، بأن مصالح وسياسة الدول القائدة لهذا التحالف ستكون موضع اهتمام وهيبة وتقدير.

علاوة على ذلك، فإن التحالف حتما سوف يقطع الطريق على المخطط الغربي الخفي، الذي يستهدف الإسلام وثقافته ومبادئه الإنسانية، واستبداله بالدين المدني للغرب وثقافته التي تعمل هذه الدول على التبشير بها، فمن يعتقد أنه لا وجود لصراع للحضارات - على الأقل صراع خفي - هو إنسان جاهل بحتمية الصراع الإنساني والثقافي والديني بالإضافة للصراع السياسي، فكل ما يحدث بالعالم الآن من حروب ودمار هو نتيجة هذا الصراع. لهذا يأتي هذا التحالف، وإن كان بظاهره عسكريا وأمنيا وفكريا، إلا أنه يأتي لتوجيه رسالة لمن يريد الاستمرار بصراعه وحربه مع الإسلام ومبادئه الإنسانية.

هذا التحالف سيعمل أيضا بطريق غير مباشر، على سحب البساط من طهران كدولة تسوق نفسها أمام الغرب، على أنها عظمى، وقائدة إسلامية لمواجهة الإرهاب. وبعبارة أخرى، فإن الغرب مجبر رغما عنه أن يتعامل مع هذا التحالف، كقوة عظمى أكبر من إيران بمرات عديدة. وبالتالي، فإن التحالف الأوبامي الإيراني السابق، لتسويق إيران كدولة تتكلم وتقود العالم الإسلامي، سوف تحل محله قوة تقودها السعودية وتركيا، وسوف يؤدي ذلك الأمر إلى تغيير سياسات الغرب تجاه تركيا والسعودية ودول الخليج والعالم العربي أيضا. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .