العدد 3057
الأحد 26 فبراير 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
نهاية حلم احتلال اليمن (2)
الأحد 26 فبراير 2017

رأينا كيف فشلت إيران والعميلان الحوثي والمخلوع على الصعيد السياسي، أما على الصعيدين الإعلامي والمجتمعي فهما كالتالي: 

الصعيد الإعلامي: الأجهزة الإيرانية أيضا استنفرت على الصعيد الإعلامي، من خلال أجهزتها الإعلامية، كالعالم والمنار والميادين، وبرس تي في الناطقة بالإنجليزية، بالإضافة إلى القنوات العراقية الطائفية العميلة التابعة لها، ومن خلال بعض الذين يسمون أنفسهم إعلاميين من عملاء إيران من العرب الخونة الموالين للمشروع الطائفي الإيراني، وبعض العرب الساعين للشهرة الإعلامية حيث لم يجدوا إلا القنوات الثلاث الطائفية. سعت إيران إلى تصوير المعركة بأنها عدوان سعودي ضد (الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء)، وهي المصطلحات التي تحاول من خلالها هذه القنوات كسب تأييد بعض العرب، ومحاولة إيقاف الدعم العربي والإسلامي لعاصفة الحزم، كونها أعادت للعرب والمسلمين جزءا من كرامتهم التي أهانتها المؤامرة الأميركية الإيرانية لتقسيم العرب والعالم الإسلامي، والمؤامرة الغربية الإيرانية بتسويق إيران بأنها قائدة العالم الإسلامي، وخاب مسعاهم وانكشفت ألاعيبهم.

أما على الصعيد المجتمعي الخليجي فعمدت إيران أيضا إلى محاولة تقوية نفوس بعض عملائها ومؤيديها من الخليجيين المؤمنين بوصاية كسرى طهران على العرب الوطنيين، بعد الصدمة والصفعة غير المتوقعة من قبل التحالف الخليجي العربي لعاصفة الحزم، فهؤلاء كانوا يعتقدون بقوة وعظمة كسرى طهران وجبروته على العرب، وأن النصر سيكون حليفه لكي يلحق بلاد العرب بامبراطوريته الجديدة، ولكن النهوض الخليجي والوقوف بكل بسالة بوجه كسرى طهران، الذي لم يكتف بالهزيمة المذلة باليمن، بل لم يستطع أن ينقذ عبده وعميله الحوثي. لهذا فإن الآلة الإعلامية والسياسية والدينية والمجتمعية الإيرانية، وعن طريق عملائها بالخليج، لا تزال تبذل قصارى جهدها في تقوية جبهة مؤيديها بتصوير عاصفة الحزم بأنها انتحار خليجي في وجه “العنفوان الإيراني” المزعوم، ولكن خاب مسعاهم. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .