العدد 3068
الخميس 09 مارس 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
دروس من الماضي
الخميس 09 مارس 2017

إن ما تقدمه دول الخليج من دعم سياسي ومالي للثورة السورية يعد كافيا، وهو بمثابة فرض كفاية بالنسبة للمجتمع الخليجي، ويمكن بالطبع الاستمرار في تقديم المساعدات والمعونات بالتنسيق مع الجهات الخليجية المسؤولة، لضمان وصولها إلى المحتاجين من أبناء الشعب السوري، هذا بالإضافة إلى أن ما تحتاجه الثورة السورية ليس العتاد البشري فلديها من الثوار ما يكفي، ولكن يلزمها الدعم المالي والسياسي والعسكري، وهو دور الحكومات الخليجية.
وقبل سنوات مضت، حذر كاتب هذه السطور في تصريح صحافي، بصفته رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) من تكرار سيناريو صناعة الأفغان العرب في سوريا، وتوريط الخليجيين في سوريا والمستنقع الطائفي في العراق، ثم الانقلاب عليهم واتهامهم بالإرهاب، لهذا فإن علينا الاستفادة من دروس الماضي حتى لا نقع بنفس الأخطاء، فالسياسة الأميركية والغربية إبان الحرب الباردة، ولكن ها هو التاريخ يعيد نفسه. اليوم نرى أن السيناريو الأفغاني يتكرر في سوريا والعراق، فقد تم غض الطرف عن العرب الذين يحاربون إلى جانب صفوف الثوار السوريين، واليوم نجد هؤلاء في نظر السياسة الغربية إرهابيين تجب ملاحقتهم والقضاء عليهم، لهذا يجب علينا لعن داعش ومن وراءها، ولعن الآيديولوجية الطائفية والعنصرية للخمينية، ولعن حزب الله في كل مكان بالعالم العربي، ولعن القاعدة ومن دعمها وطبل لها، فهؤلاء كلهم مجتمعون، هم من فرق المسلمين ونشر الإرهاب بيننا معشر المسلمين الموحدين.
على دول الخليج والسلطات الأمنية الخليجية بالذات، العمل على منع مشاركة الشباب الخليجي في هذه المعارك، لقطع الطريق عن أية مخططات مسبقة تهدف إلى توريطهم بهذه المعارك، ثم ملاحقتهم واتهامهم بالإرهاب من قبل من كانوا يدعمونهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .