+A
A-

720 ألف دينار سنويا ميزانية دعم المعاهد والحوزات

قال نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة لـ "البلاد" إن المجلس الأعلى يقوم برعاية المعاهد والحوزات ودعمها منذ سنين، ولا يتدخل في شؤونها، عملاً على الحفاظ على استقلالية النشاط الأهلي وخصوصيته.

ولفت في حوار مع مندوب "البلاد" من مكتبه إن المجلس دعا لأهمية تطوير الأنظمة الإدارية والمالية في المعاهد الشرعية والحوزات الدينية، إيمانًا من المجلس بما تضطلع به تلك المعاهد والحوزات من دور أصيل ومهم في المجتمع البحريني، واستمرارًا لمتابعة المجلس ودعمه وتشجيعه للحركة العلمية الشرعية في البلاد.

 ولفت الى أن المجلس يدعم خمسة معاهد شرعية وخمس حوزات دينية في مناطق مختلفة من البلاد، وإن ميزانية الدعم (720 ألف دينار سنويا) لم تتغيَّر حتى الآن.

وبين إن المجلس يراجع مناهج التربية في المدارس والمعاهد الحكومية والخاصة بناء على طلب وزارة التربية والتعليم للتأكد من انسجامها مع القيم السمحة للدين الإسلامي الحنيف، وتوافقها مع منهج الوسطية والتعايش، وخلوها من كل ما من شأنه المساس بأسس الوحدة بين المسلمين وركائز التعايش بين أبناء الأديان والمذاهب والطوائف في البحرين.

وفيما يأتي نص الجزء الثاني والأخير من الحوار:

91 دولة

- تعد مسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت (القارئ العالمي) من أبرز المسابقات القرآنية العالمية، فما هي خطة المجلس لتطوير هذه المسابقة وزيادة قاعدة انتشارها والمشاركين في النسخة الجديدة منها؟

- البحرين تسعى دومًا وبتوجيهات من القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى دعم ورعاية الأنشطة ذات الصلة بكتاب الله تعالى، إيمانًا منها بأهمية ترسيخ المضامين القرآنية في المجتمع، والإسهام في التنمية الاجتماعية وفقًا للتعاليم القرآنية؛ إذ إن الارتباط بكتاب الله العزيز من شأنه تعميم تلك القيم الربانية العالية.

ومن ذلك المنطلق تسعى الأجهزة الحكومية الرسمية إلى تنظيم الفعاليات القرآنية، ومنها المسابقات، وكان آخرها إطلاق مسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت المعروفة بالقارئ العالمي تحت رعاية كريمة من لدن صاحب الجلالة الملك المفدى أيده الله.

وإيمانًا من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بأهمية تحقيق التكامل في العمل، أعلن ترحيبه بالمسابقة ورعايته لها رسميًّا؛ ليكون المجلس شريكًا رئيسًا فيها.

ونحن إلى جانب بقية الشركاء نتواصل دائمًا مع الجهة المنظمة وهي وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بشأن خطط التطوير والمستجدات، ويعقد الشركاء اجتماعات دورية لتحقيق الشراكة المطلوبة، وكان آخر القرارات الصادرة اعتماد إقامة المسابقة كل سنتين، وتقسيم المسابقة إلى فرعين؛ أحدهما يختص بالتلاوة بمرتبة الترتيب، والآخر بالتلاوة بمرتبة التدوير، كما تم الاتفاق على استحداث جائزة (قارئ الجمهور) لتعزيز جماهيرية المسابقة وإشراك الجمهور في نتائجها.

وبخصوص زيادة قاعدة الانتشار للمسابقة، فإن نظامها بحمد الله يمنحها القدرة والمرونة الكاملة لاستيعاب أكبر قدر من المشاركين حول العالم، وبأقل عناء ممكن، ويكفي أن ننظر إلى عدد المشاركين في النسخة الماضية من المسابقة لنعرف مدى الإقبال على المشاركة؛ إذ وصل عددهم إلى سبعة آلاف مشارك من 91 دولة مختلفة.

ومع هذا النجاح، فإننا نطمح دومًا إلى مواصلة التقدم، لذلك تقوم اللجان التنفيذية في المسابقة بحملات ترويج للمسابقة في العالم.

4 جوامع

- نجح المجلس الأعلى في الحصول على تبرعات من محسنين في مشاريع بناء أو إعادة بناء أو توسعة أو صيانة دور العبادة، فكم بلغت حصة إسهامات المحسنين في العام 2016 لهذه المشاريع وكم عدد دور العبادة المستفيدة من الأيادي البيضاء؟

- المجلس لديه خطته السنوية لإعمار الجوامع ورعاية بيوت الله تعالى، وثمة من تقدم إلينا من المحسنين يبدي رغبته في تبني إعمار بعض الجوامع، فتم الاتفاق معهم على منحهم شرف إعمار تلك الجوامع دون أن يتسلم المجلس أي مبالغ منهم، وعمل على تسهيل الإجراءات وتذليل العقبات أمام تلك المشاريع، ورعى توقيع اتفاقيات البناء بين المحسنين والمقاولين المنفذين، وهو يقوم الآن بالإشراف على تلك المشاريع، فالمجلس حريص على تشجيع عمل الخير والإحسان في بلادنا العزيزة.

والمشاريع الحالية التي يشرف عليها المجلس والتي تبناها بعض المحسنين هي أربعة جوامع في مناطق مختلفة في البلاد.

33 مطبوعًا

- من ضمن اختصاصات المجلس الرقابة على الكتب الدينية والإصدارات الإسلامية للتأكد من انسجامها مع مبادئ الشريعة الغراء، فكم بلغ عدد المراجعات بالعام 2016 سواء لعدد الكتب أو الإصدارات؟ وكم نسبة التوصيات برفض إجازة كتب أو إصدارات؟

- تلقت الأمانة العامة للمجلس في العام الجاري حتى الآن 36 طلبًا للمراجعة من قبل إدارة وسائل الإعلام بوزارة شؤون الإعلام، وقامت مجموعة الرقابة بالمجلس بمراجعة 33 مطبوعًا منها، والمطبوعات الثلاثة المتبقية هي تحت المراجعة الآن، والتوصيات الصادرة بعدم صلاحية المحتوى للنشر هي حالات محدودة جدًّا.

المعاهد والحوزات

- دعا المجلس الأعلى في اجتماع سابق لضرورة تطوير الأنظمة الإدارية والمالية بالمعاهد الشرعية والحوزات الدينية، فهل ستخضع هذه المعاهد والحوزات لإشراف إداري أكبر من المجلس وتدقيق صارم لبياناتها المالية في المرحلة المقبلة؟

- المجلس الأعلى يقوم برعاية المعاهد والحوزات ودعمها منذ سنين، ولا يتدخل في شؤونها، عملاً على الحفاظ على استقلالية النشاط الأهلي وخصوصيته كما تنص على ذلك المادة الثانية من قانون المجلس.

ولنكون أكثر دقة نقول إنَّ المجلس أشار إلى أهمية تطوير الأنظمة الإدارية والمالية في المعاهد الشرعية والحوزات الدينية، إيمانًا من المجلس بما تضطلع به تلك المعاهد والحوزات من دور أصيل ومهم في المجتمع البحريني، واستمرارًا لمتابعة المجلس ودعمه وتشجيعه للحركة العلمية الشرعية في البلاد.

وعليه، فإن المجلس يوجه دائمًا إلى ما يرى فيه خير تلك المعاهد والحوزات، ومن ذلك تأكيده لأهمية تطوير الأنظمة، فالتنظيم والتطوير يعزز مخرجات تلك المؤسسات، ولا نعتقد أنَّ أحدًا يختلف على ذلك. 

لم تتغير

- كم عدد المعاهد الشرعية والحوزات الدينية التي تتلقى دعمًا سنويًّا من المجلس؟ وهل انخفضت قيمة الدعم الإجمالي للمعاهد والحوزات عن 720 ألف دينار سنويًّا؟

- قرر المجلس منذ إطلاقه برنامج دعم المعاهد الشرعية والحوزات الدينية أنْ يدعم خمسة معاهد شرعية وخمس حوزات دينية في مناطق مختلفة من البلاد. وأما عن ميزانية الدعم فإنها لم تتغير حتى الآن.

مراجعة مناهج

- تشهد المنطقة العربية أحداثًا إرهابية باسم الدين، وبروز حركات متطرفة تحمل اسم الإسلام، وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي، ودعوتم لتحصين الشباب من مخاطر الفكر الإرهابي المتطرف، فهل تواصل المجلس الأعلى مع وزارة التربية من أجل إجراء تعديلات على مناهج التربية الدينية من أجل تنوير الطلبة بمخاطر أفكار هذه التنظيمات المتطرفة وبخاصة أن ذلك من صميم اختصاصات المجلس؟

- يقوم المجلس بمراجعة مناهج التربية في المدارس والمعاهد الحكومية والخاصة بناء على طلب وزارة التربية والتعليم للتأكد من انسجامها مع القيم السمحة للدين الإسلامي الحنيف، وتوافقها مع منهج الوسطية والتعايش، وخلوها من كل ما من شأنه المساس بأسس الوحدة بين المسلمين وركائز التعايش بين أبناء الأديان والمذاهب والطوائف في البحرين.

كما يقوم المجلس بالتعاون مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف ووزارة التربية والتعليم بتنظيم محاضرات دينية لتأكيد منهج الوسطية لدى أبنائنا الطلبة وحمايتهم من أيدي التنظيمات الإرهابية وبراثن الفتنة والشرور.